وقوله: إذ أعجبتكم كثرتكم قال يومئذ رجل من المسلمين: والله لا نغلب، وكره ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المسلمون يومئذ عشرة آلاف، وقال بعض الناس: اثني عشر ألفا، فهزموا هزيمة شديدة.
وهو قوله: وضاقت عليكم الأرض بما رحبت والباء هاهنا بمنزلة في كما تقول: ضاقت عليكم الأرض في رحبها وبرحبها. حدثنا محمد قال حدثنا ، قال: وحدثني الفراء المفضل عن أبي إسحاق قال قلت يا للبراء بن عازب: أبا عمارة حنين؟ قال: نعم والله حتى ما بقي معه منا إلا رجلان: أفررتم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم آخذا بلجامه، أبو سفيان بن الحارث عند ركابه آخذا بثفره . قال فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم كما قال لهم يوم والعباس بن عبد المطلب بدر:
شاهت الوجوه،
أنا النبي لا كذب أنا ابن عبد المطلب
قال: فمنحنا الله أكتافهم [ ص: 431 ] .
وقوله: وإن خفتم عيلة يعني فقرا. وذلك لما نزلت: إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا خاف أهل مكة أن تنقطع عنهم الميرة والتجارة. فأنزل الله عز وجل: وإن خفتم عيلة فذكروا أن تبالة وجرش أخصبتا، فأغناهم الله بهما وأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف.