الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: قل لو شاء الله ما تلوته عليكم ولا أدراكم به  وقد ذكر عن الحسن أنه قال: " ولا أدرأتكم به" فإن يكن فيها لغة سوى دريت وأدريت فلعل الحسن ذهب إليها. وأما أن تصلح من دريت أو أدريت فلا لأن الياء والواو إذا انفتح ما قبلهما وسكنتا صحتا ولم تنقلبا إلى ألف مثل قضيت ودعوت.

                                                                                                                                                                                                                                      ولعل الحسن ذهب إلى طبيعته وفصاحته فهمزها لأنها تضارع درأت الحد وشبهه.

                                                                                                                                                                                                                                      وربما غلطت العرب في الحرف إذا ضارعه آخر من الهمز فيهمزون غير المهموز سمعت امرأة من طيئ تقول: رثأت زوجي بأبيات. ويقولون لبأت بالحج وحلأت السويق فيغلطون لأن حلأت قد يقال في دفع العطاش من الإبل، ولبأت ذهب إلى اللبإ الذي يؤكل، ورثأت زوجي ذهبت إلى رثيئة اللبن وذلك إذا حلبت الحليب على الرائب.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر العرب تجعل (إذا) تكفي من فعلت وفعلوا. وهذا الموضع من ذلك:

                                                                                                                                                                                                                                      اكتفي ب (إذا) من (فعلوا) ولو قيل (من بعد ضراء مستهم مكروا) كان صوابا.

                                                                                                                                                                                                                                      وهو في الكلام والقرآن كثير. وتقول: خرجت فإذا أنا بزيد. وكذلك يفعلون ب (إذ) كقول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      بينما هن بالأراك معا إذ أتى راكب على جمله

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 460 ] وأكثر الكلام في هذا الموضع أن تطرح (إذ) فيقال:


                                                                                                                                                                                                                                      بينا تبغيه العشاء وطوفه     وقع العشاء به على سرحان



                                                                                                                                                                                                                                      ومعناهما واحد ب (إذ) وبطرحها .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية