ولعل الحسن ذهب إلى طبيعته وفصاحته فهمزها لأنها تضارع درأت الحد وشبهه.
وربما غلطت العرب في الحرف إذا ضارعه آخر من الهمز فيهمزون غير المهموز سمعت امرأة من طيئ تقول: رثأت زوجي بأبيات. ويقولون لبأت بالحج وحلأت السويق فيغلطون لأن حلأت قد يقال في دفع العطاش من الإبل، ولبأت ذهب إلى اللبإ الذي يؤكل، ورثأت زوجي ذهبت إلى رثيئة اللبن وذلك إذا حلبت الحليب على الرائب.
وقوله: وإذا أذقنا الناس رحمة من بعد ضراء مستهم إذا لهم مكر العرب تجعل (إذا) تكفي من فعلت وفعلوا. وهذا الموضع من ذلك:
اكتفي ب (إذا) من (فعلوا) ولو قيل (من بعد ضراء مستهم مكروا) كان صوابا.
وهو في الكلام والقرآن كثير. وتقول: خرجت فإذا أنا بزيد. وكذلك يفعلون ب (إذ) كقول الشاعر :
بينما هن بالأراك معا إذ أتى راكب على جمله
[ ص: 460 ] وأكثر الكلام في هذا الموضع أن تطرح (إذ) فيقال:بينا تبغيه العشاء وطوفه وقع العشاء به على سرحان
ومعناهما واحد ب (إذ) وبطرحها .