وقوله: جاءتها ريح عاصف يعني الفلك فقال: جاءتها، وقد قال في أول الكلام وجرين بهم ولم يقل: وجرت، وكل صواب تقول: النساء قد ذهبت، وذهبن. والفلك تؤنث وتذكر، وتكون واحدة وتكون جمعا.
وقال في يس في الفلك المشحون فذكر الفلك، وقال هاهنا: جاءتها، فأنث.
فإن شئت جعلتها هاهنا واحدة، وإن شئت: جماعا. وإن شئت جعلت الهاء في (جاءتها) للريح كأنك قلت: جاءت الريح الطيبة ريح عاصف. والله أعلم بصوابه. والعرب تقول: عاصف وعاصفة، وقد أعصفت الريح، وعصفت.
وبالألف لغة لبني أسد أنشدني بعض بني دبير:
حتى إذا أعصفت ريح مزعزعة فيها قطار ورعد صوته زجل
[ ص: 461 ] وقوله: يا أيها الناس إنما بغيكم على أنفسكم إن شئت جعلت خبر (البغي) في قوله على أنفسكم ثم تنصب (متاع الحياة الدنيا) كقولك: متعة في الحياة الدنيا. ويصلح الرفع هاهنا على الاستئناف كما قال لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ أي ذلك (بلاغ) وذلك (متاع الحياة الدنيا) وإن شئت جعلت الخبر في المتاع. وهو وجه الكلام.