فإن الألاء يعلمونك منهم كعلمي مظنوك ما دمت أشعرا
فأدخل الألف واللام على (ألاء) ثم تركها مخفوضة في موضع النصب كما كانت قبل أن تدخلها الألف واللام. ومثله قوله:
وأني حبست اليوم والأمس قبله ببابك حتى كادت الشمس تغرب
تفقأ فوقه القلع السواري وجن الخازباز به جنونا
فمثل (الآن) بأنها كانت منصوبة قبل أن تدخل عليها الألف واللام، ثم أدخلتهما فلم يغيراها. وأصل الآن إنما كان (أوان) حذفت منها الألف وغيرت واوها إلى الألف كما قالوا في الراح: الرياح أنشدني أبو القمقام الفقعسي:
كأن مكاكي الجواء غدية نشاوى تساقوا بالرياح المفلفل
فجعل الرياح والأوان على جهة فعل ومرة على جهة فعال كما قالوا: زمن وزمان.
وإن شئت جعلت (الآن) أصلها من قولك: آن لك أن تفعل، أدخلت عليها الألف واللام، ثم تركتها على مذهب فعل فأتاها النصب من نصب فعل. وهو وجه جيد كما قالوا: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قيل وقال وكثرة السؤال، [ ص: 469 ] فكانتا كالاسمين فهما منصوبتان. ولو خفضتا على أنهما أخرجتا من نية الفعل كان صوابا سمعت العرب تقول: من شب إلى دب بالفتح، ومن شب إلى دب يقول : مذ كان صغيرا إلى أن دب، وهو فعل.