وقد يقول بعض المفسرين: هذا مقدم ومؤخر. والمعنى فيه: فبشرناها بإسحاق فضحكت بعد البشارة وهو مما قد يحتمله الكلام والله أعلم بصوابه. وأما قوله (فضحكت) : حاضت فلم نسمعه من ثقة ، وقوله (يعقوب) يرفع وينصب وكان ينوي به الخفض يريد: ومن وراء حمزة إسحاق بيعقوب.
ولا يجوز الخفض إلا بإظهار الباء. ويعقوب هاهنا ولد الولد والنصب في يعقوب بمنزلة قول الشاعر
جئني بمثل بني بدر لقومهم أو مثل أسرة منظور بن سيار أو عامر بن طفيل في مركبه
أو حارثا يوم نادى القوم يا حار
وأنشدني بعض بني باهلة:
لو جيت بالخبز له ميسرا والبيض مطبوخا معا والسكرا
لم يرضه ذلك حتى يسكرا
[ ص: 23 ] فنصب على قولك: وجئت بالسكر، فلما لم يظهر الفعل مع الواو نصب كما تأمر الرجل بالمرور على أخيه فتقول: أخاك أخاك تريد: امرر به.