الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: من يأتيه عذاب يخزيه   (من) في موضع رفع إذا جعلتها استفهاما ترفعها بعائد ذكرها وكذلك قوله ومن هو كاذب وإنما أدخلت العرب (هو) في قوله ومن هو كاذب لأنهم لا يقولون: من قائم ولا من قاعد، إنما كلامهم: من يقوم ومن قام أو من القائم، فلما لم يقولوه لمعرفة أو لفعل أو يفعل أدخلوا هو مع قائم ليكونا جميعا في مقام فعل ويفعل لأنهما يقومان مقام اثنين. وقد يجوز في الشعر وأشباهه من قائم قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      من شارب مربح بالكأس نادمني لا بالحصور ولا فيها بسوار



                                                                                                                                                                                                                                      وربما تهيبت العرب أن يستقبلوا من بنكرة فيخفضونها فيقولون: من رجل يتصدق فيخفضونه على تأويل: هل من رجل يتصدق. وقد أنشدونا هذا البيت خفضا ورفعا:


                                                                                                                                                                                                                                      من رسول إلى الثريا بأني     ضقت ذرعا بهجرها والكتاب

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 27 ] وإن جعلتهما من ومن في موضع (الذي) نصبت كقوله يعلم المفسد من المصلح وكقوله ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية