الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولو أن قرآنا سيرت به الجبال  لم يأت بعده جواب للو فإن شئت جعلت جوابها متقدما: وهم يكفرون ولو أنزلنا عليهم الذي سألوا. وإن شئت كان جوابه متروكا لأن أمره معلوم: والعرب تحذف جواب الشيء إذا كان معلوما إرادة الإيجاز، كما قال الشاعر:


                                                                                                                                                                                                                                      وأقسم لو شيء أتانا رسوله سواك ولكن لم نجد لك مدفعا



                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: بل لله الأمر جميعا أفلم ييأس الذين آمنوا قال المفسرون: ييأس: يعلم. وهو في المعنى على تفسيرهم لأن الله قد أوقع إلى المؤمنين أنه لو يشاء الله لهدى الناس جميعا فقال: أفلم ييأسوا علما. يقول: يؤيسهم العلم، فكان فيهم العلم مضمرا كما تقول في الكلام: قد يئست منك ألا تفلح علما كأنك قلت: علمته علما [ ص: 64 ] .

                                                                                                                                                                                                                                      وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: ييأس في معنى يعلم لغة للنخع. قال الفراء: ولم نجدها في العربية إلا على ما فسرت. وقول الشاعر :


                                                                                                                                                                                                                                      حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا     غضفا دواجن قافلا أعصامها



                                                                                                                                                                                                                                      معناه حتى إذا يئسوا من كل شيء مما يمكن إلا الذي ظهر لهم أرسلوا. فهو معنى حتى إذا علموا أن ليس وجه إلا الذي رأوا أرسلوا. كان ما وراءه يأسا.

                                                                                                                                                                                                                                      وقوله: ولا يزال الذين كفروا تصيبهم بما صنعوا قارعة القارعة: السرية من السرايا أو تحل أنت يا محمد بعسكرك قريبا من دارهم .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية