ومثله (يا بني إن الله) ، ومثله (فمن تبع هداي) ، ومثله (محياي ومماتي) .
وقد خفض الياء من قوله (بمصرخي) الأعمش ويحيى بن وثاب جميعا. حدثني عن القاسم بن معن عن الأعمش يحيى أنه خفض الياء. قال ولعلها من وهم القراء طبقة يحيى فإنه قل من سلم منهم من الوهم. ولعله ظن أن الباء في (بمصرخي) خافضة للحرف كله، والياء من المتكلم خارجة من ذلك. ومما نرى أنهم أوهموا فيه قوله الفراء: نوله ما تولى ونصله جهنم ظنوا- والله [ ص: 76 ] أعلم- أن الجزم في الهاء ، والهاء في موضع نصب، وقد انجزم الفعل قبلها بسقوط الياء منه.
ومما أوهموا فيه قوله (وما تنزلت به الشياطون) وحدث عن مندل بن علي العنزي قال: كنت عند الأعمش إبراهيم النخعي [يقرأ] (قال لمن حوله ألا تستمعون) بنصب اللام من (حوله) فقال وطلحة بن مصرف إبراهيم: ما تزال تأتينا بحرف أشنع، إنما هي (لمن حوله) قال قلت: لا، إنما هي (حوله) قال: فقال إبراهيم يا طلحة كيف تقول؟ قال: كما قلت (لمن حوله) قال قلت: لحنتما لا أجالسكما اليوم. وقد سمعت بعض العرب ينشد: الأعمش.
قال لها هل لك يا تافي قالت له ما أنت بالمرضي
فخفض الياء من (في) فإن يك ذلك صحيحا فهو مما يلتقي من الساكنين فيخفض الآخر منهما، وإن كان له أصل في الفتح: ألا ترى أنهم يقولون: لم أره مذ اليوم ومذ اليوم والرفع في الذال هو الوجه لأنه أصل حركة مذ ، والخفض جائز، فكذلك الياء من مصرخي خفضت ولها أصل في النصب.
وقوله إني كفرت بما أشركتمون هذا قول إبليس. قال لهم: إني كنت كفرت بما أشركتمون يعني بالله عز وجل (من قبل) فجعل (ما) في مذهب ما يؤدي عن الاسم .