الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسألة: بول ما يؤكل لحمه وروثه  طاهر ، وعن أحمد أنه نجس ، كقول الشافعي ، وقال أبو حنيفة في الحمام والعصافير كقولنا ، وفي البقية كقوله. لنا ثلاثة أحاديث: [ ص: 95 ]

                                                              الحديث الأول:

                                                              83 - أخبرنا عبد الأول ، أنبأنا الداودي ، أنبأنا ابن أعين ، أنبأنا الفربري ، حدثنا البخاري ، قال حدثنا قتيبة ، حدثنا حماد ، عن أيوب ، عن أبي قلابة ، عن أنس بن مالك أن رهطا من عكل - أو قال عرينة ولا أعلمه إلا قال عكل - قدموا المدينة فأمر لهم النبي صلى الله عليه وسلم بلقاح [ ص: 96 ] [ ص: 97 ] وأمرهم أن يخرجوا فيشربوا من أبوالها وألبانها ، فشربوا حتى إذا برؤوا قتلوا الراعي [ ص: 98 ] واستاقوا النعم ، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم غدوة فبعث الطلب في أثرهم فما ارتفع النهار حتى [ ص: 99 ] جيء بهم ، فأمر فقطع أيديهم وأرجلهم وسمر أعينهم وألقوا في الحرة يستسقون فلا يسقون . قال أبو قلابة : هؤلاء قوم سرقوا وقتلوا وكفروا [ ص: 100 ] بعد إيمانهم وحاربوا الله ورسوله ، أخرجاه في الصحيحين [ ص: 101 ] .

                                                              الحديث الثاني:

                                                              84 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، أنبأنا أبو بكر بن بشران ، حدثنا الدارقطني ، حدثنا أبو بكر الآدمي ، حدثنا أحمد بن إسماعيل ، حدثنا عبد الله بن أيوب المخرمي ، حدثنا يحيى بن بكير ، حدثنا سوار بن مصعب ، عن مطرف بن طريف ، عن أبي الجهم ، عن البراء ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا بأس ببول ما أكل لحمه   .

                                                              الحديث الثالث:

                                                              85 - وبالإسناد حدثنا الدارقطني ، قال حدثنا أبو سهل بن زياد ، حدثنا سعد بن عثمان الأهوازي ، حدثنا عمرو بن الحصين ، حدثنا يحيى بن العلاء ، عن مطرف ، عن محارب بن دثار ، عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ما أكل لحمه فلا بأس ببوله . الاعتماد على الحديث الأول [ ص: 102 ] .

                                                              وفي هذين الحديثين مقال. أما الأول منهما: فقال أحمد ، ويحيى بن معين ، والنسائي: سوار متروك الحديث ، وقد اختلف عنه.

                                                              أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا ابن يوسف قال: أنبأنا ابن بشران ، قال حدثنا الدارقطني ، حدثنا محمد بن الحسين بن سعيد ، حدثنا إبراهيم بن نصر الرازي ، حدثنا عبد الله بن رجاء ، قال حدثنا مصعب بن سوار ، عن مطرف ، عن أبي الجهم ، عن البراء ، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما أكل لحمه فلا بأس بسؤره . قال الدارقطني : كذا يسميه عبد الله بن رجاء مصعب بن سوار يقلب اسمه ، وإنما هو سوار بن مصعب.

                                                              وأما الحديث الثاني ففيه عمرو بن الحصين ، قال أبو حاتم الرازي : ليس بشيء ، وقال الدارقطني : متروك ، وأما يحيى بن العلاء فقال أحمد : كذاب يضع الحديث ، وقال الفلاس : متروك الحديث .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية