الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسألة: مني الآدمي وما يؤكل لحمه طاهر ، وقال أبو حنيفة نجس ويفرك يابسه. لنا ثلاثة أحاديث: [ ص: 106 ] .

                                                              الحديث الأول:

                                                              90 - أخبرنا ابن الحصين ، قال أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا أحمد بن جعفر ، حدثنا عبد الله بن أحمد حدثني أبي ، حدثنا عماد بن سلمة ، عن حماد ، عن إبراهيم ، عن الأسود عن عائشة قالت كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يذهب فيصلي فيه .  انفرد بإخراجه مسلم .

                                                              الحديث الثاني:

                                                              91 - وبالإسناد قال أحمد وحدثنا معاذ ، حدثنا عكرمة بن عمار ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير عن عائشة قالت كان النبي صلى الله عليه وسلم يسلت المني من ثوبه بعرق الإذخر ، ثم يصلي فيه ويحته من ثوبه يابسا ، ثم يصلي فيه   .

                                                              الحديث الثالث:

                                                              92 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا أبو طاهر بن يوسف ، أنبأنا أبو بكر بن بشران ، حدثنا الدارقطني ، حدثنا محمد بن مخلد ، حدثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي ، حدثنا سعيد بن يحيى بن الأزهر ، حدثنا إسحاق بن يوسف ، حدثنا شريك ، عن محمد بن عبد الرحمن ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، قال سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن المني يصيب الثوب قال: إنما هو بمنزلة المخاط والبزاق ، وقال إنما يكفيك أن تمسحه بخرقة أو بإذخرة . [ ص: 107 ] قال الخصم الصحيح أن هذا الحديث موقوف ، قال الدارقطني : لم يرفعه غير إسحاق الأزرق ، عن شريك قلنا إسحاق إمام مخرج عنه في الصحيحين ورفعه زيادة ، والزيادة من الثقة مقبولة ،  ومن وقفه لم يحفظ ، وقد ذكروا في التعليق أن عبد الباقي بن قانع قال: يرويه سريع الخادم وليس بشيء ، وهذا شيء لا يعرف ولا يدرى من سريع ، وقد رويناه من غير تلك الطريق ، احتجوا بحديثين: أحدهما أنهم حكوا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لعائشة إذا وجدت المني رطبا فاغسليه ، وإذا وجدتيه يابسا فحتيه . قالوا وهو أمر ، والأمر على الوجوب ، والجواب أن هذا الحديث لا يعرف ، وإنما المنقول أنها هي كانت تفعل ذلك من غير أن يكون أمرها.

                                                              93 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، أنبأنا أبو طاهر بن يوسف ، قال أنبأنا أبو بكر بن بشران ، قال حدثنا الدارقطني ، قال حدثنا محمد بن مخلد ، قال حدثنا أبو إسماعيل الترمذي ، قال حدثنا الحميدي ، قال حدثنا بشر بن بكر ، حدثنا الأوزاعي ، عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن عائشة قالت كنت أفرك المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يابسا ، وأغسله إذا كان رطبا .  

                                                              أخبرنا الكروخي ، قال أنبأنا الأزدي ، والغورجي ، قالا أنبأنا الجراحي ، قال حدثنا المحبوبي ، حدثنا الترمذي ، حدثنا هناد ، حدثنا أبو معاوية ، عن الأعمش ، عن إبراهيم ، عن همام بن الحارث ، قال ضاف عائشة ضيف فأمر له بملحفة صفراء ينام فيها ، فاحتلم فاستحيا أن يرسل بها وبها أثر الاحتلام فغمسها في الماء ، ثم أرسل بها فقالت عائشة لم أفسد علينا ثوبنا؟ إنما كان يكفيه أن يفركه بأصابعه ، وربما فركته من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم بأصابعي. قال الترمذي : هذا صحيح .

                                                              طريق آخر:

                                                              لهم من عائشة :

                                                              94 - أخبرنا ابن الحصين ، أنبأنا ابن المذهب ، أنبأنا أبو بكر بن جعفر ، أنبأنا عبد الله بن [ ص: 108 ] أحمد ، قال حدثني أبي ، حدثنا يزيد ، أنبأنا عمرو بن ميمون ، قال حدثنا سليمان بن يسار ، قال أخبرتني عائشة أنها كانت تغسل المني من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فيخرج فيصلي ، وأنا أنظر إلى البقع في ثوبه من أثر الغسل. أخرجاه في الصحيحين ، وليس فيه حجة ، لأن غسله للاستقذار [ ص: 109 ] .

                                                              الحديث الثاني:

                                                              95 - أخبرنا إسماعيل بن أحمد ، أنبأنا ابن مسعدة ، أنبأنا حمزة بن يوسف ، أنبأنا أبو أحمد بن عدي ، أنبأنا أبو يعلى ، قال حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي ، حدثنا ثابت بن حماد ، حدثنا علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب ، عن عمار بن ياسر ، قال مر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نخمت فأصابت نخامتي ثوبي ، فأقبلت أغسل ثوبي فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا عمار ما نخامتك ودموع عينيك إلا بمنزلة الماء الذي في ركوتك ، إنما تغسل ثوبك من البول والغائط والمني والدم والقيء. قال الدارقطني : لم يروه غير ثابت بن حماد ، وهو ضعيف جدا ، وقال ابن عدي : له مناكير مقلوبات يخالف فيها الثقات ، وأما علي بن زيد فقال أحمد ، ويحيى : ليس بشيء ، وقال أبو حاتم الرازي : لا يحتج به .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية