الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسألة الحجامة تفطر الحاجم والمحجوم  خلافا لأكثرهم لنا قوله : أفطر الحاجم والمحجوم رواه بضعة من الصحابة وأخذ به علي ، وابن عمر ، وأبو موسى ، وأبو هريرة وعائشة إلا أن أكثر الأحاديث ضعاف فنحن نتحنث منها .

                                                              الحديث الأول :

                                                              1097 - أخبرنا هبة الله بن محمد ، قال : أنبأنا الحسن بن علي ، قال : أنبأنا أحمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، حدثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن إبراهيم بن عبد الله بن قارظ ، عن السائب بن يزيد ، عن رافع بن خديج عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أفطر الحاجم والمحجوم .

                                                              الحديث الثاني [ ص: 91 ] وبالإسناد حدثنا أحمد ، حدثنا إسماعيل ، عن خالد الحذاء ، عن أبي قلابة ، عن أبي الأشعث عن شداد بن أوس أنه مر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصبح على رجل يحتجم بالبقيع لثمان عشرة خلت من رمضان فقال : أفطر الحاجم والمحجوم .

                                                              الحديث الثالث :

                                                              1098 - وبالإسناد حدثنا أحمد ، حدثنا إسماعيل ، حدثنا هشام الدستوائي ، عن يحيى بن أبي كثير ، عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى على رجل يحتجم في رمضان ، فقال : أفطر الحاجم والمحجوم .

                                                              الحديث الرابع :

                                                              1099 - وبه قال أحمد ، حدثنا أبو الجواب ، حدثنا عمار بن رزيق ، عن عطاء بن السائب ، قال : حدثني الحسن ، عن معقل بن سنان الأشجعي أنه قال : مر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أحتجم في ثمان عشرة ليلة خلت من رمضان ، فقال : أفطر الحاجم والمحجوم .

                                                              الحديث الخامس [ ص: 92 ] .

                                                              1100 - وبه قال أحمد وحدثنا يحيى بن سعيد ، عن أشعث ، عن الحسن ، عن أسامة بن زيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : أفطر الحاجم والمحتجم . .

                                                              الحديث السادس :

                                                              1101 - وبه قال أحمد وحدثنا يزيد بن هارون ، قال : أنبأنا أبو العلاء ، عن قتادة ، عن شهر بن حوشب ، عن بلال ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفطر الحاجم والمحجوم .

                                                              الحديث السابع :

                                                              1102 - وبه قال أحمد وحدثنا علي بن عبد الله بن جعفر ، حدثنا عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي ، حدثنا يونس بن عبيد ، عن الحسن ، عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أفطر الحاجم والمحجوم .

                                                              الحديث الثامن [ ص: 93 ] .

                                                              1103 - وبه قال أحمد وحدثنا أبو النضر ، قال : حدثنا أبو معاوية ، حدثنا شيبان ، عن ليث ، عن عطاء عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفطر الحاجم والمحجوم ، واعلم أن هذا الحديث قد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من غير الطرق التي ذكرنا ، فروي من طريق علي بن أبي طالب ، وسعد ، وابن عباس ، وأبي زيد الأنصاري ، وأبي موسى ، ومعقل بن يسار وغيرهم ، وقد ذكرنا أنه رواه بضعة عشر نفسا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاقتصرنا على من ذكرنا ، وقد حكى الترمذي ، عن علي بن المديني أنه قال : أصح شيء في هذا الباب حديث ثوبان وحديث شداد بن أوس ، قال الترمذي : وسألت البخاري فقال : ليس في هذا الباب شيء أصح من حديث شداد بن أوس ، وثوبان . فقلت : له كيف وما فيه من الاضطراب ؟ فقال : كلاهما عندي صحيح . ولأن يحيى بن سعيد روى عن أبي قلابة ، عن أبي أسماء ، عن ثوبان وعن أبي الأشعث ، عن شداد بن أوس الحديثين جميعا أما حجتهم فلهم ثلاثة أحاديث :

                                                              الحديث الأول :

                                                              1104 - أخبرنا عبد الملك ، قال : أنبأنا أبو عامر الأزدي ، وأبو بكر الغورجي ، قالا : حدثنا ابن الجراح ، قال : حدثنا ابن محبوب ، قال : حدثنا الترمذي ، حدثنا بشر بن هلال البصري ، حدثنا عبد الوارث بن سعيد ، حدثنا أيوب ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو محرم صائم . قال الترمذي : حديث صحيح .

                                                              طريق آخر :

                                                              1105 - أخبرنا ابن الحصين ، قال : أنبأنا ابن المذهب ، قال : حدثنا أحمد بن جعفر ، قال : حدثنا عبد الله بن أحمد ، قال : حدثني أبي ، قال : حدثنا هاشم بن القاسم ، قال : حدثنا شعبة ، عن الحكم ، عن مقسم ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم بالقاحة وهو صائم . .

                                                              الحديث الثاني :

                                                              1106 - أخبرنا ابن عبد الخالق ، قال : أنبأنا عبد الرحمن بن أحمد ، قال : حدثنا [ ص: 94 ] محمد بن عبد الملك ، حدثنا الدارقطني ، قال : حدثنا البغوي ، قال : حدثنا عثمان بن أبي شيبة ، حدثنا خالد بن مخلد ، عن عبد الله بن المثنى ، عن ثابت عن أنس بن مالك ، قال : أول ما كرهت الحجامة للصائم أن جعفر بن أبي طالب احتجم وهو صائم فمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أفطر هذان . ثم رخص للنبي صلى الله عليه وسلم بعد من الحجامة للصائم ، وكان أنس يحتجم وهو صائم . قال الدارقطني : كلهم ثقات ، ولا أعلم له علة . قلت : قد قال أحمد بن حنبل : خالد بن مخلد له أحاديث مناكير .

                                                              الحديث الثالث :

                                                              1107 - وبالإسناد قال الدارقطني وحدثنا أحمد بن محمد بن يزيد الزعفراني ، حدثنا محمد بن ماهان ، حدثنا شعيب بن حرب ، حدثنا هشام بن سعد ، عن زيد بن أسلم ، عن عطاء بن يسار ، عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ثلاثة لا يفطرن الصائم ؛ القيء والحجامة والاحتلام . قال يحيى : هشام بن سعد ليس بشيء . وقال النسائي : ضعيف . وقد رواه عبد الرحمن بن زيد ، عن أبيه ، وعبد الرحمن مجمع على تضعيفه .

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية