الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                              صفحة جزء
                                                              مسألة: إذا استولى المشركون على أموال المسلمين لم يملكوها.  وقال أبو حنيفة ومالك : يملكونها. لنا حديثان:

                                                              الحديث الأول:

                                                              1871 - أخبرنا ابن عبد الواحد ، أنبأ الحسن بن علي ، أنبأ أحمد بن جعفر ، ثنا عبد الله بن أحمد ، قال: حدثني أبي ، قال: ثنا عفان ، ثنا حماد بن زيد ، ثنا أيوب ، عن أبي المهلب ، عن عمران بن حصين ، قال: كانت العضباء لرجل من بني عقيل وكانت من سوابق الحاج ، فأسر الرجل ، وأخذت العضباء ، فحبسها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لرحله ، ثم إن المشركين أغاروا على سرح المدينة وكانت العضباء فيه ، وأسروا امرأة من المسلمين ، فكانوا إذا نزلوا أراحوا إبلهم بأفنيتهم ، فقامت المرأة ذات ليلة بعدما ناموا فجعلت كلما أتت على بعير رغا حتى أتت على العضباء ، فأتت على ناقة ذلول فركبتها ، ثم وجهتها قبل المدينة ، ونذرت إن الله نجاها عليها لتنحرنها ، فلما قدمت المدينة عرفت الناقة ، وقيل: ناقة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، فأخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- بنذرها ، أو أتته فأخبرته ، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: بئس ما جزتها إن الله أنجاها عليها لتنحرنها ، ثم قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا وفاء لنذر في معصية الله ، ولا فيما لا يملك ابن آدم . انفرد بإخراجه مسلم ، ووجه الحجة أنه لو ملكها المشركون ما أخذها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبطل نذرها.

                                                              الحديث الثاني:

                                                              1878 - أنبأنا أبو غالب الماوردي ، قال: أنبأ أبو علي التستري ، أنبأ أبو عمر [ ص: 344 ] الهاشمي ، ثنا محمد بن أحمد اللؤلؤي ، ثنا أبو داود ، ثنا محمد بن سليمان الأنباري ، ثنا ابن نمير ، عن عبيد الله ، عن نافع ، عن ابن عمر ، قال: ذهبت فرس له -يعني لابن عمر - فأخذها العدو ، فظهر عليهم المسلمون فرد عليه في زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ، وأبق عبد له فلحق بالروم فظهر عليهم المسلمون فرده عليه خالد بن الوليد بعد وفاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- . احتجوا بما:

                                                              1879 - أنبأنا به عبد الوهاب الحافظ ، قال: أنبأ ابن المبارك بن عبد الجبار ، أنبأ أبو الطيب الطبري ، ثنا علي بن عمر ، ثنا علي بن عبد الله بن مبشر ، ثنا أحمد بن بختان ، ثنا يزيد بن هارون ، أنبأ الحسن بن عمارة ، عن عبد الملك ، عن طاوس ، عن ابن عباس ، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فيما أحرز العدو فاستنقذه المسلمون منهم ، إن وجده صاحبه قبل أن يقسم فهو أحق به ، وإن وجده قد قسم فإن شاء أخذه بالثمن . قال الدارقطني : الحسن بن عمارة متروك.

                                                              التالي السابق


                                                              الخدمات العلمية