الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
حديث أبي الأسود الدؤلي

وقال أبو سليمان في حديث أبي الأسود: "أنه وضع النحو حين اضطرب كلام العرب فغلبت السليقية".  

حدثت به عن أبي خليفة، عن محمد بن محمد بن سلام الجمحي قال: أول من أسس العربية، وفتح بابها، وأنهج سبلها، ووضع قياسها أبو الأسود، وكان رجل أهل البصرة، وإنما فعل ذلك حين اضطرب كلام العرب، فغلبت السليقية.

السليقية من الكلام: ما كان الغالب عليه السهولة، وهو مع ذلك فصيح اللفظ منسوب إلى السليقة، وهي الطبيعة، ومعناه ما سمح به الطبع، وسهل على اللسان، من غير أن يتعهد إعرابه.

يقال: فلان يقرأ بالسليقية: أي بطبعه - لم يقرأ على القراء، ولم يأخذه عن تعليم.

قال الشافعي: كان مالك بن أنس يقرأ بالسليقية يستقصره في ذلك، والسليقية تذم مرة وتمدح أخرى، إذا ذمت فلعدم الإعراب، وإذا مدحت فللذرابة والفصاحة، قال الشاعر:

[ ص: 60 ]


ولست بنحوي يلوك لسانه ولكن سليقي أقول فأعرب



التالي السابق


الخدمات العلمية