الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث الحسن أنه قال: "إذا سمعت قولا حسنا فرويدا بصاحبه، فإن وافق قول عملا فنعم ونعمة عين، آخه وأحبه وأودده".

حدثنيه عبد الله بن محمد، حدثنا ابن الجنيد، أخبرنا عبد الوارث، عن عبد الله، أنا معمر، عن يحيى بن المختار، عن الحسن.

قوله: نعمة عين  أي: قرة عين، تقول العرب: نعمة عين ونعمى [ ص: 96 ] عين، ونعام عين، والنعمة: المسرة، والنعمة: اسم ما أنعم الله عليك، والنعمة: التنعم، ويقال: كم من ذي نعمة لا نعمة له أي: كم من ذي حال لا تنعم له.

ويقال: نعم الله بك عينا، وأنعم الله بك عينا أي: أقر بك عين من تحبه، وكان عون بن عبد الله يكره أن يقال: نعم الله بك عينا، وقال: إن الله لا ينعم بشيء، قال: وإنما يقال: أنعم الله بك عينا، فإنما أنعم: أقر.

وأخبرني أبو عمر، أخبرنا المبرد، عن المازني، عن سيبويه قال: لم يجئ في كلام العرب فعل يفعل إلا حرف واحد: نعم ينعم.

قال أبو عمر: قال ثعلب: قد جاء غيره، ولم يسمعه سيبويه: فضل يفضل.

قال: وجاء في المعتل حرفان: دام يدوم، ومات يموت.

وقوله: أودده  من الود، رده إلى الأصل، فأظهر الدالين من ودد يودد، كقول العجاج:


إن بني للئام زهده ما لي في صدورهم من مودده



[ ص: 97 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية