الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عمر: "أنه دعا بإبل فأمارها".  

حدثنيه محمد بن سعدويه، نا ابن الجنيد، نا محمد بن النضر بن مساور، نا جعفر بن سليمان، عن المعلى بن زياد.

قوله: أمارها: أي حملها ميرة، وهي الطعام. يقال: مار الرجل أهله [يميرهم] ميرا.

ومنه قوله تعالى: ونمير أهلنا .

قال الأصمعي: يقال: مار أهله وغارهم أيضا، والاسم منه الغيرة والميرة وأنشد للهذلي:


ماذا يغير ابنتي ربع عويلهما لا ترقدان ولا بؤسى لمن رقدا

ويذكر أن جارية من العرب خطبها رجلان: شاب وشيخ فقالت لها أمها: اختاري، فقالت: إن العيش مع الشباب فقالت: لا تفعلي، فإن الشيخ يميرك والشاب يغيرك. تقول: إن الشيخ يطعمك ويحسن إليك، وإن الشاب يتزوج عليك.

يقال: أغار الرجل زوجته إذا تزوج عليها، من الغيرة [ ص: 140 ] .

قال يعقوب: والسيرة: الميرة أيضا، وتجمع على السير، وأنشد لأبي وجزة:


أشكو إلى الله العزيز الجبار     ثم إليك اليوم بعد المستار


وحاجة الحي وقط الأسعار

.

يقال: قط السعر: إذا غلا، ووردنا أرضا قاطا سعرها.

التالي السابق


الخدمات العلمية