الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث الزهري: "أنه ذكر شأن الفيل، وأن قريشا أجلت عن الحرم، ولزمه عبد المطلب وقال: والله لا أخرج من حرم الله أبتغي العز في غيره،  وقال:

[ ص: 152 ]

لاهم إن المرء يمـ نع رحله فامنع حلالك     لا يغلبن صليبهم
ومحالهم عدوا محالك

وأنه رأى في المنام، فقيل له: احفر تكتم بين الفرث والدم. قال: فحفرها في القرار ثم بحرها حتى لا تنزف".

أخبرناه محمد بن هاشم، نا الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري.

قوله: فامنع حلالك: أي جيران بيتك، وسكان حرمك.

يقال: قوم حلة وحلال إذا كانوا متجاورين مقيمين، قال الشاعر:


أحي يبعثون العير تجرا     أحب إليك، أم حي حلال

والمحال: الكيد، ومنه قول الله تعالى: وهو شديد المحال ، وتكتم: اسم من أسماء زمزم، ويشبه أن تكون إنما لقبت به; لأنها كانت مكتومة قد اندفنت بعد أيام جرهم حتى أظهرها عبد المطلب.

وقوله: بحرها: أي شقها ووسعها; وإنما سمي البحر لاستبحاره واتساعه.

ومنه قولهم: تبحر الرجل في العلم، إذا توسع فيه [ ص: 153 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية