حدثنيه عبد العزيز بن محمد، نا ابن الجنيد، عن سويد، عن عن ابن المبارك، حنظلة، قال: سمعت يذكره. أنس بن مالك
وأراه عنى الضرائر منهن؛ لأن ذلك أشد لاختلافهن ومنافسة بعضهن بعضا. قوله: كقلوب نساء كوافر معناه -والله أعلم- كقلوبهن في الاختلاف وقلة الائتلاف،
وأخبرني بعض أصحابنا، أخبرني ابن الأنباري، عن قال: من دعاء الأعراب: اللهم حبب بين نسائنا، وبغض بين رعائنا، قال: وذلك أن الحب يدعوهن إلى التعاون في العمل، والاجتماع على السمر والغزل. والرعاء إذا تباغضت تفرقت في المراعي، فكان أسمن للغنم. أبي العباس ثعلب
ومن دعائهم: اللهم أقلل صبياننا، وأكثر جرذاننا.
ومن دعائهم: اللهم ضبعا وذئبا؛ وذلك أنهما إذا اجتمعا في غنم منع كل واحد منهما صاحبه، ومنه قول الشاعر:
وكان لها جاران لا يخفرانها أبو جعدة العادي وعرفاء جيأل
أبو جعدة: الذئب وعرفاء: الضبع، وجيأل: اسم للضبع. قال الشاعر: [ ص: 305 ]
وجاءت جيأل وأبو بنيها أجم الماقيين به خماع
وفي الكوافر قولان: أحدهما الكفر بالله، وذلك أشد لاختلافهن، قال الله تعالى: وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة .
والقول الآخر: أن يكون من كفران النعم، وهن من أقل الناس شكرا للعوارف؛ ولذلك قال لهن: "إنكن تكثرن اللعن، وتكفرن العشير" .
وفيه وجه آخر، وهو أن الكوافر يرعن أبدا بالصباح والبيات في عقر دارهن، فقلوبهن تجب أبدا.