حدثناه أحمد بن إبراهيم بن مالك، نا بشر بن موسى، نا نا الحميدي، ثنا سفيان، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، ابن عمر.
يريد أنتم الكرارون، والعكر: الانصراف بعد المضي. يقال: عكرت على الشيء بمعنى عطفت عليه. قال الشاعر: قوله: "أنتم العكارون"
لما رأيت النفس جاشت عكرتها على مسحل وأي ساعة معكر
وأخبرني ابن الزئبقي، نا نا محمد بن يونس الكديمي، قال: رأيت أعرابيا، وهو يفلي ثوبه، فجعل يلتقط البراغيث، ويدع القمل، فقلت له: أتأخذ هؤلاء وتدع هؤلاء؟ قال: أبدأ بالفرسان، ثم أعكر على الرجالة. الأصمعي
فسره وقوله: "جاض المسلمون جيضة" أبو عبيد، ومعناه: مالوا ميلة وحادوا حيدودة.
[ ص: 332 ]
وحدثناه نا ابن داسة، نا أبو داود، نا أحمد بن يونس، زهير، نا بإسناده مثله وقال: "حاص الناس حيصة"، وهما سواء. يزيد بن أبي زياد
يقال: حاص الرجل عن الشيء، وجاض عنه إذا حاد عنه حذرا أو خوفا. قال خرج أعرابي وكانت له امرأة تفركه، وكان يصلفها، فأتبعته نواة وقالت: شطت نواك ونأى سفرك، ثم أتبعته روثة وقالت: رثيتك وراث خبرك، ثم أتبعته حصاة وقالت: حاص رزقك وحص أثرك. أبو عبيدة:
تأويل قوله جل ثناؤه: وقوله: "أنا فئتكم" أو متحيزا إلى فئة يمهد بذلك عذرهم.