أخبرناه نا محمد بن هاشم، عن الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، قال: تحدث به قتادة، عن رسول الله. عبد الله بن عمرو،
قال الحمد: نوع، والشكر جنس، فكل حمد شكر وليس كل شكر حمدا. وهو على ثلاث منازل: شكر القلب، وهو الاعتقاد بأن الله ولي النعم، قال الله تعالى: أبو سليمان: وما بكم من نعمة فمن الله .
وشكر اللسان: وهو إظهار النعمة بالذكر لها، والثناء على مسديها. قال الله: وأما بنعمة ربك فحدث ، وهو رأس الشكر المذكور في الحديث. وشكر العمل: وهو إدآب النفس بالطاعة، قال الله تعالى: اعملوا آل داوود شكرا . وقام رسول الله حتى تفطرت قدماه، فقيل له: يا رسول الله، أليس قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر؟ قال: "أفلا أكون عبدا شكورا"، وقد جمع الشاعر أنواعه الثلاثة، فقال:
أفادتكم النعماء مني ثلاثة يدي ولساني والضمير المحجبا
ويقال: إن الحمد ما كان على غير مقابلة، والشكر عن مقابلة.
[ ص: 347 ]