وقال في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: أبو سليمان "أنه كان يمر بالتمرة العائرة فما يمنعه من أخذها إلا مخافة أن تكون صدقة".
أخبرناه نا ابن داسة، نا أبو داود، موسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم المعني، قالا: نا حماد، عن عن قتادة، أنس.
العائرة: الساقطة لا يعرف لها مالك. يقال: عار الرجل إذا انهمك في الخلاعة، ورجل عيار، وعار الفرس عيارا إذا مر على وجهه كالمنفلت من صاحبه.
ومن هذا حديثه الآخر أنه قال: "مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة، لا تدري أيهما تتبع".
[ ص: 481 ]
رواه عبيد الله، عن نافع، عن ورواه ابن عمر. يعفر بن زوذى، عن فقال: الياعرة مكان العائرة. ابن عمر،
أخبرناه ابن هاشم، نا عن الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عثمان بن يزدويه، عن يعفر بن زوذى: سمعت وهو يقص يقول: عبيد بن عمير، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مثل المنافق مثل الشاة الرابضة بين الغنمين". فقال ابن عمر: ويلكم، لا تكذبوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إنما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مثل المنافق كمثل الشاة الياعرة بين الغنمين".
والياعرة: من اليعار، وهو صوتها. قال ابن الأعرابي: وفي بعض الروايات: قال: ويقال: عما يعمو، إذا خضع وذل. ويدخل هذا الحديث في أبواب من الورع، واجتناب الشبهات. "مثل المنافق مثل شاة بين ربيضين تعمو إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة".
وفي حديث آخر أنه قال: "لا يكون الرجل من المتقين حتى يدع ما لا بأس به؛ حذرا مما به البأس".