الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "أنه كان يمر بالتمرة العائرة فما يمنعه من أخذها إلا مخافة أن تكون صدقة".  

أخبرناه ابن داسة، نا أبو داود، نا موسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم المعني، قالا: نا حماد، عن قتادة، عن أنس.

العائرة: الساقطة لا يعرف لها مالك. يقال: عار الرجل إذا انهمك في الخلاعة، ورجل عيار، وعار الفرس عيارا إذا مر على وجهه كالمنفلت من صاحبه.

ومن هذا حديثه الآخر أنه قال: "مثل المنافق مثل الشاة العائرة بين الغنمين تعير إلى هذه مرة وإلى هذه مرة، لا تدري أيهما تتبع".

[ ص: 481 ]

رواه عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر. ورواه يعفر بن زوذى، عن ابن عمر، فقال: الياعرة مكان العائرة.

أخبرناه ابن هاشم، نا الدبري، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن عثمان بن يزدويه، عن يعفر بن زوذى: سمعت عبيد بن عمير، وهو يقص يقول: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مثل المنافق مثل الشاة الرابضة بين الغنمين". فقال ابن عمر: ويلكم، لا تكذبوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إنما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "مثل المنافق كمثل الشاة الياعرة بين الغنمين".

والياعرة: من اليعار، وهو صوتها. قال ابن الأعرابي: وفي بعض الروايات: "مثل المنافق مثل شاة بين ربيضين تعمو إلى هذه مرة، وإلى هذه مرة". قال: ويقال: عما يعمو، إذا خضع وذل. ويدخل هذا الحديث في أبواب من الورع، واجتناب الشبهات.

وفي حديث آخر أنه قال: "لا يكون الرجل من المتقين حتى يدع ما لا بأس به؛ حذرا مما به البأس".

التالي السابق


الخدمات العلمية