الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال لرجل: "صم يوما في الشهر". قال إني أجد قوة. قال: "فصم يومين". قال إني أجد قوة قال: "صم ثلاثة أيام في الشهر" وألحم عند الثالثة، فما كاد حتى قال: إني أجد قوة، وإني أحب أن تزيدني قال: "فصم الحرم وأفطر".

أخبرناه محمد بن المكي، نا الصائغ، نا سعيد بن منصور، نا إسماعيل بن إبراهيم، نا سعيد بن إياس الجريري، نا أبو السليل، عن مجيبة: عجوز من باهلة، عن أبيها أو عن عمها، عن النبي صلى الله عليه.

قوله: ألحم معناه وقف عند الثالثة فلم يزده عليه، يقال: ألحم الرجل بالمكان إذا أقام به فلم يبرح، ولحم الرجل إذا صار ذا لحم. ولحم إذا قتل فهو لحيم. قال ساعدة بن جؤية الهذلي:


فقالوا تركنا الحي قد حصروا به فلا ريب أن قد كان ثم لحيم

.

وأخبرني أبو محمد الكراني، نا البيروذي، نا المنقري عن الأصمعي قال: يقال كانت في بني فلان ملحمة أي مقتلة. والحرم التي أمر بصيامها هي أربعة أشهر: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم ثلاثة متوالية، والرابع فرد، وهو رجب، قال الله تعالى: إن عدة الشهور عند الله . الآية. قيل لأعرابي: كم الأشهر الحرم؟  قال: أربعة ؛ ثلاثة سرد وواحد فرد. فأما [ ص: 512 ] قوله: فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين . فهذه غير تلك. وإنما هي أربعة أشهر أولها عشرون يوما من شهر ذي الحجة والشهر المحرم وشهر صفر وشهر ربيع الأول، حرم الله فيها قتال المشركين فقال: فسيحوا في الأرض أربعة أشهر ، وذلك عام حج أبو بكر رضي الله عنه ثم انقضت حرمتها. فأما الأشهر الحرم التي أمر بصيامها، فحرمتها باقية متأبدة.

التالي السابق


الخدمات العلمية