الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: أن عمرو بن خارجة الأشعري قال: شهدت مع رسول الله حجة قال: وكنت بين جران ناقة رسول الله وهي تقصع بجرتها، ولغامها يسيل بين كتفي.

أخبرناه محمد بن المكي، نا الصائغ، نا سعيد بن منصور، نا هشيم، نا [ ص: 515 ] طلحة أبو محمد مولى باهلة، نا قتادة، عن شهر بن حوشب، عن عمرو بن خارجة، ورواه هشام، عن قتادة فأدخل بين شهر بن حوشب وبين عمرو بن خارجة عبد الرحمن بن غنم.

الجران: مقدم العنق من لدن لحي البعير إلى لبته. واللغام: اللعاب. ويقال: الزبد، وأخبرني الكراني، نا عبد الله بن شبيب، نا زكريا بن يحيى المنقري، نا الأصمعي قال: قال أبو عمرو بن العلاء: يقال للزبد الأغام، وللعاب الدبة اللغام. وقال ابن الأعرابي: اللغام الزبد، وإنما سمي لغاما؛ لأنه يصير على الملاغم، وهو ما حول الفم. وقال أبو حية النميري:


ولكن لعمرو الله ما طل مسلما كغر الثنايا واضحات الملاغم

يريد العوارض.

وأخبرني أبو عمر، أنا أبو العباس ثعلب، عن ابن الأعرابي قال: سألت أبا المكارم عن قوم فقلت: ما فعلوا، ساروا أو لم يسيروا ؟ فقال: تلغموا بيوم الخميس، أي قالوا: يوم الخميس.

قال أبو عمر: ويقال تلغمت بالطيب، أي تغلفت به.

ومن هذا حديثه الآخر: أخبرناه أبو سعيد المحاربي، نا إسحاق بن إبراهيم، نا أحمد بن عمرو بن السرح، نا بشر بن بكر، نا سعيد بن عبد العزيز، عن زيد بن أسلم: أن رجلا سأل ابن عمر، عن إهلال النبي صلى الله [ ص: 516 ] عليه،  فقال: إنا أتينا أنس بن مالك فقال: قرن رسول الله، فقال ابن عمر: إن أنس بن مالك كان يتولج على النساء وهن مكشفات الرؤوس وأنا تحت ناقة رسول الله يصيبني لغامها، أسمعه يلبي بالحج.

قوله: يتولج على النساء يريد أنه لصغره يدخل عليهن فلا يحتجبن منه.

التالي السابق


الخدمات العلمية