يرويه عن أبو بكر بن أبي شيبة، عن يزيد بن هارون، عن أبي هلال، محمد بن سيرين.
قوله: سلم: أي أسير، وإنما قال قيل للأسير سلم لأنه قد أسلم وخذل. الفرزدق:
وقوفا بها صحبي علي كأنني بها سلم في كف صاحبه ثأر
ومثله: قوم سلم، الواحد والجميع سواء ؛ قال الشاعر:فاتقين مروان في القوم السلم
وهذا كما قيل: رجل خصم، وقوم خصم، ورجل عدو، وقوم عدو، قال الله تعالى: وهم لكم عدو . ويقال: إنما سمي اللديغ سليما ؛ لأنه مستسلم لما به.
أخبرني أنا أبو عمر، عن أبو العباس ثعلب، قال: سألت ابن الأعرابي أبا المكارم عن السليم فقال: سمي سليما لأنه مستسلم لما به. قال: وسميت مفازة؛ لأن من قطعها فاز بالحياة.
وقال بعضهم: إنما سميت مفازة من قولهم: فوز الرجل إذا مات يريد أنها مهلكة، وأنشد قول الكميت:
وما ضرني أن كعبا ثوى وفوز من بعده جرول
[ ص: 574 ] فأما عامة أهل اللغة وغيره فإنهم قالوا: سمي سليما على مذهب التطير ليسلم كما سميت مفازة ليفوز. الأصمعي
فأما حديثه الآخر أنه أخذ ثمانين رجلا من أهل مكة سلما.
أخبرناه نا ابن داسة، نا أبو داود، نا موسى بن إسماعيل، حماد، أنا ثابت، عن أنس.
معناه أنهم استسلموا فأعطوا بأيديهم، ومنه قوله تعالى: وألقوا إليكم السلم أي المقادة واستسلموا لكم.