الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: "إذا توضأ أحدكم فأحسن وضوءه، ثم خرج عامدا إلى المسجد فلا يشبكن يده، فإنه في صلاة".  

أخبرناه ابن داسة، نا أبو داود، نا محمد بن سليمان الأنباري، أن عبد الملك بن عمرو حدثهم، عن داود بن قيس، حدثني سعد بن إسحاق، حدثني أبو ثمامة الحناط، عن كعب بن عجرة.

قوله: لا يشبكن يده ؛ وجهه أنه كره للمصلي ضم أطرافه بعضها إلى بعض، وعقد أصابعه كما نهاه، عن عقص الشعر، وعن اشتمال الصماء، وكان [ ص: 592 ] صلى الله عليه يفتح أصابعه عند التكبير ويفرج بينها، وقال: "أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء، وأن لا أكف ثوبا ولا شعرا".

وفيه وجه آخر، وهو أن يكون إنما كره ذلك ؛ لأنه يجلب النوم إذا شبك بين أصابعه واحتبى بيديه، نهاه عن التعرض لنقض طهارته، وقد ذهب بعض الناس في تأويله إلى وجه يبعد جدا، وينبو عنه لفظ الحديث، وزعم أن تشبيك اليد كناية عن ملابسة الخصومات والخوض فيها، واحتج بقوله: عليه السلام: حين ذكر الفتن فشبك بين أصابعه، وقال: "تكونون فيها هكذا"، ونزع في ذلك ببيت لبعض الشعراء وهو قوله:


وكتيبة لبستها بكتيبة حتى إذا اشتبكت نفضت بهم يدي

أي خليت عنهم.

التالي السابق


الخدمات العلمية