أخبرناه نا ابن داسة، نا أبو داود، محمد بن سليمان الأنباري، أن حدثهم، عن عبد الملك بن عمرو حدثني داود بن قيس، حدثني سعد بن إسحاق، أبو ثمامة الحناط، عن كعب بن عجرة.
قوله: لا يشبكن يده ؛ وجهه أنه كره للمصلي ضم أطرافه بعضها إلى بعض، وعقد أصابعه كما نهاه، عن عقص الشعر، وعن اشتمال الصماء، وكان [ ص: 592 ] صلى الله عليه يفتح أصابعه عند التكبير ويفرج بينها، وقال: "أمرت أن أسجد على سبعة أعضاء، وأن لا أكف ثوبا ولا شعرا".
وفيه وجه آخر، وهو أن يكون إنما كره ذلك ؛ لأنه يجلب النوم إذا شبك بين أصابعه واحتبى بيديه، نهاه عن التعرض لنقض طهارته، وقد ذهب بعض الناس في تأويله إلى وجه يبعد جدا، وينبو عنه لفظ الحديث، وزعم أن تشبيك اليد كناية عن ملابسة الخصومات والخوض فيها، واحتج بقوله: عليه السلام: حين ذكر الفتن فشبك بين أصابعه، وقال: "تكونون فيها هكذا"، ونزع في ذلك ببيت لبعض الشعراء وهو قوله:
وكتيبة لبستها بكتيبة حتى إذا اشتبكت نفضت بهم يدي
أي خليت عنهم.