الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: أن نضلة بن عمرو الغفاري لقيه بمريين وهجم عليه شوائل له فسقاه من ألبانها.  

يرويه محمد بن يحيى الذهلي، نا علي بن عبد الله، نا محمد بن معن بن محمد بن معن بن نضلة، أخبرني جدي محمد بن معن، عن أبيه معن، عن نضلة بن عمرو.

المري: الناقة الغزيرة، وسميت مريا؛ لأنها تمرى أي تحلب. قال الكسائي: المري الغزيرة، وهي الصفي والخنجور والرهشوش والمجالح.

وأخبرنا أبو رجاء الغنوي، نا أبي، عن محمد بن أنس الأسدي قال: قيل لأعرابي: ما أعددت للشتاء؟ قال: جلة ربوضا وصئصئة سلوكا، وناقة مجالحا وشملة مكوذة وقرموصا دفيئا، ثم لا إلا ولا ذمة قال: يريد جلة تمر ملء، وقرنا يقلع به التمر، وشملة تبلغ الكاذة، وهي أصل [ ص: 645 ] الفخذ، والقرموص: سرب في الأرض. قال الشاعر:


جاء الشتاء ولما أتخذ ربضا يا ويح كفي من حفر القراميص

وقال رؤبة في كلام له: ما افتحص طائر أفحوصه، ولا تقرمص سبع قرموصه إلا بقضاء من الله وقدر. والشوائل: جمع شائلة، وهي التي شال لبنها، أي ارتفع وخف وهي الشول أيضا. قال الحارث بن حلزة:


لا تكسع الشول بأغبارها     إنك لا تدري من الناتج

ويقال: إنما سميت شولا لأنه لم يبق في ضروعها إلا شول من اللبن، أي بقية منه، فقيل لها شول؛ لأنها ذات شول، يقال لبقية اللبن في الضرع ولبقية الماء في المزادة شول.

قال الأصمعي: إذا أتى على الناقة من يوم حملها سبعة أشهر خف لبنها، فهي يومئذ شائلة، وجمعها شول، وإذا شالت بذنبها بعد اللقاح، فهي شائل، وجمعها شول.

التالي السابق


الخدمات العلمية