حدثنيه محمد بن الحسين، نا نا محمد بن إسحاق بن خزيمة، أنا علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس، عن أبي بكر بن أبي مريم الغساني، عن ضمرة بن حبيب، زيد بن ثابت.
[ ص: 647 ] قوله: "فمشيئتك بين يدي ذلك كله" معناه تقديم شرط الاستثناء في أيمانه ونذوره ومواعيده، وتعليقه إياها بما سبق من مشيئة الله فيها، وفي هذا ما دل على جواز تقديم الاستثناء أمام اليمين، وفيه حجة لمن أعمل الاستثناء من غير اتصال بالكلام المستثنى منه، وهو مذهب ابن عباس.
وقوله: الوجه في إعرابه أن يرفع الأول وينصب الثاني، وهو على مذهب الدعاء والمسألة دون الحكاية والإخبار، كأنه يقول: اللهم اجعل صلاتي وثنائي على من أكرمته بصلاتك، وأهلته لثنائك، واصرف لعني وسبي إلى من استوجب لعنك، واستحق عقوبتك. "اللهم ما صليت من صلاة فعلى من صليت، وما لعنت من لعن فعلى من لعنت".
وهذا كحديثه الآخر الذي يرويه حدثنا جابر بن عبد الله. ابن بنت الشافعي، نا نا محمد بن إسماعيل الصائغ، قال: قال حجاج بن محمد الأعور أخبرني ابن جريج، أنه سمع أبو الزبير جابرا يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه يقول: "إنما أنا بشر، وإني شرطت على ربي أي عبد من المؤمنين سببته أو شتمته أن يكون ذلك عليه صلاة ورحمة".
قال في حديث النبي صلى الله عليه أنه قال: أبو سليمان "كان نبي من الأنبياء يخط، فمن صادف مثل خطه".
ذكره ابن قتيبة في كتابه فقال: الخطاط هو الذي يخط بإصبعه في الرمل ويزجر. قال: وأخبرني أبو حاتم، عن أبي زيد أنه قال: يقال [ ص: 648 ] للخطين اللذين يخطهما الخطاط في الأرض، ثم يزجر: ابنا عيان، فإذا زجرهما قال: ابني عيان أسرعا البيان، هذا جملة قوله: في تفسير الخط.
قال : وليس في هذا مقنع لمن أحب أن يقف على صورة الخط وحقيقته، وقد ذكره أبو سليمان فأوضحه قال: يأتي صاحب الحاجة إلى الحازي فيعطيه حلوانا؛ وهو جعله. فيقول له: اقعد حتى أخط لك، قال: وبين يدي الحازي غلام معه ميل، ثم يأتي إلى أرض رخوة فيخط خطوطا كثيرة بالعجلة؛ لئلا يلحقها العد، قال: ثم يرجع فيمحو على مهل خطين خطين، فإن بقي منها خطان فهما علامة النجاح، فكانت العرب تسمي ذينك الخطين ابني عيان، فيقول الحازي: ابني عيان أسرعا البيان، وإن بقي خط واحد فهو علامة الخيبة. وقال الشاعر: ابن الأعرابي
جرى ابنا عيان بالشواء المضهب
ذكره لنا عن أبو عمر، عن أبي العباس ثعلب، قال: ويروى عن ابن الأعرابي أنه قال الخط الذي يخطه الحازي علم قديم تركه الناس. ابن عباس
وحدثنا إبراهيم بن فراس، نا محمد بن حماد الدولابي، نا محمد بن بشار، ثنا يحيى بن سعيد، عن عن سفيان الثوري، عن صفوان بن سليم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، ابن عباس، أو أثارة من علم قال: "الخط". عن النبي صلى الله عليه في قوله: جل وعز:
[ ص: 649 ] رفعه لنا ابن فراس، والأكثرون يقفونه على ابن عباس.
وأخبرني أنا أبو عمر، عن ثعلب، قال: يقال لما يأخذه الكاهن الحلوان، والنشغ والصهميم. ابن الأعرابي