وقال في حديث النبي صلى الله عليه في المبعث أنه قال: أبو سليمان المقام وزمزم، فسلقاني على قفاي، ثم شقا بطني، فأخرجا حشوتي فقال أحدهما لصاحبه: شق قلبه فشق قلبي فأخرج علقة سوداء فألقاها، ثم أدخل البرهرهة، ثم ذر عليه من ذرور معه وقال: قلب وكيع واع .. " "بينا أنا نائم في بيتي أتاني ملكان، فانطلقا بي إلى ما بين في قصة طويلة.
يرويه حدثني بذلك جماعة من أصحابنا سماهم أو سمى بعضهم. الواقدي،
قوله: سلقاني: معناه ضربا بي الأرض، وأصله من السلق، وهو الضرب، وقد فسره ابن قتيبة. وأما البرهرهة فقد أكثرت السؤال عنها فلم أجد فيها قولا يليق بمعنى الحديث يقطع بصحته، وإنما أصلها في اللغة أن الجارية البيضاء الناعمة التي ترتج لرطوبتها يقال لها البرهرهة وكتبت فيها إلى الأزهري فكان من جوابه أنه تصحيف من بعض النقلة، وإنما هو من الحديث الذي يروي أنه شق قلبه ثم غسل في طست رهره، فعرف الرهره وجعله البرهره فأفسده، قال ويقال للطست الواسع الذي لا قعر له طست رهره ورحرح. وكنت قد عزمت على أن أهمل هذا الحرف ولا أتكلم في تفسيره إلى أن وجدت هذه القصة بغير هذا اللفظ على نحو ما أرويه لك.
حدثنا أحمد بن إبراهيم بن مالك، نا ثنا الحسن بن سفيان، محمد بن بشار، ثنا ثنا أبو داود، جعفر بن عبد الله بن عثمان القرشي، أخبرني عمر بن عروة بن الزبير، عن أبيه عروة، قال: قلت: يا رسول الله، [ ص: 676 ] كيف علمت أنك نبي؟ فقال: "أتاني ملكان" وقص القصة بطولها، وذكر أنه شق عن قلبه إلى أن قال: "فدعا بسكينة كأنها درهمة بيضاء، فأدخلت قلبي" أبي ذر الحديث، فوقع لي عند ذلك أنه أراد بالبرهرهة سكينة بيضاء صافية الحديدة، شبهها بالبرهرهة من النساء في بياضها وصفاء لونها، والله أعلم بالصواب. عن
وقوله: "قلب وكيع" معناه متين صلب. يقال: سقاء وكيع إذا أحكم خرزه لئلا يسرب ماؤه، وقد استوكع السقاء.