الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه .

قال أبو سليمان في حديث عمر أنه قال : "من كان حليفا أو عريرا في قوم قد عقلوا عنه ونصروه فميراثه لهم إذا لم يكن له وارث يعلم " .

أخبرناه محمد بن هاشم أخبرنا الدبري عن عبد الرزاق عن ابن جريج عن عمرو بن شعيب قال : قضى عمر بذلك .

قوله عريرا  أي نزيلا فيهم وخليطا لهم ليس من أنفسهم .

قال الأصمعي : يقال : عره واعتره إذا أتاه وألم به وأنشد لابن أحمر :


ثم تعر الماء فيمن يعر

.

ومن هذا قول الله تعالى : وأطعموا القانع والمعتر فالقانع السائل والمعتر الذي يغشاك ويتعرض لك ولا يفصح بحاجته قال الشاعر :


سلي الطارق المعتر يا أم مالك     إذا ما أتاني بين قدري ومجزري
أيبشر وجهي أنه أول القرى     وأبذل معروفي له دون منكري [ ص: 52 ]



ويقال أيضا : عراه واعتراه بمعنى عره واعتره قال النابغة :


أتيتك عاريا خلقا ثيابي     على خوف تظن بي الظنون

وحدثني أحمد بن إبراهيم بن خزيمة أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا قتيبة أخبرنا الليث عن أبي الزبير عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخذ الكتاب الذي كتبه حاطب بن أبي بلتعة إلى أهل مكة  جاء حاطب فقال يا رسول الله : إني كنت عريرا بين أظهرهم أي نزيلا فيهم .

وفي رواية أخرى إني كنت امرأ ملصقا في قريش وأردت أن أتخذ عندهم يدا أدفع بها عن أهلي ومالي .

التالي السابق


الخدمات العلمية