يرويه عن خالد بن خداش عن أبيه عن جده . عبد الله بن زيد بن أسلم
قوله لن يغلب عسر يسرين إنما هو تأويل قول الله [ ص: 70 ] فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا وفي ظاهر التلاوة هاهنا عسران ويسران إلا أن المراد به عسر واحد لأنه مذكور بلفظ التعريف واليسر مذكور بلفظ التنكير مرتين فكان كل واحد منهما غير الآخر .
قال العرب إذا ذكرت نكرة ثم أعادتها بنكرة مثلها صارتا اثنتين كقولك إذا كسبت درهما فأنفق درهما فالثاني غير الأول وإذا أعادتها بمعرفة فهي هي كقولك إذا كسبت درهما فأنفق الدرهم فالثاني هو الأول قال : ومن هذا قول بعض الصحابة لن يغلب عسر يسرين . الفراء:
ذكره لنا عن أبو عمر عن أبي العباس ثعلب سلمة عن الفراء .
وقال بعض المتأخرين : هما سواء لا فرق بينهما . قال : والذي استشهد به غير دال على ما زعمه وذلك أن القائل إذا قال : إن في الدار زيدا إن في الدار زيدا مرتين لم يدل به على أكثر من زيد واحد كما لم يدل على أكثر من دار واحدة قال : وقول الفراء لن يغلب عسر يسرين . معناه أن العسر بين يسرين إما فرج عاجل في الدنيا وإما ثواب في الآخرة . عمر:
.
وأخبرني حدثني ابن الفارسي محمد بن المؤمل العدوي في إن مع العسر يسرا قال : هذا من مظاهر القول يراد به التوكيد كقوله : قوله كلا سوف تعلمون ثم كلا سوف تعلمون وكقول الشاعر [ ص: 71 ] :
إذا التياز ذو العضلات قلنا إليك إليك ضاق بها ذراعا
وكقول الآخر :هلا سألت جموع كندة حين ولوا أين أينا