الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عمر إن أسيد بن حضير مات فأبسل ماله بدينه فبلغ عمر فرده فباعه ثلاث سنين متوالية فقضى دينه .

من حديث قتيبة بن سعيد أخبرنا بشر بن المفضل عن محمد بن المنكدر .

قوله : أبسل ماله  أي أسلم ماله إذ كان المال بالدين مستغرقا . يقال : أبسل الرجل بجريرته إذا أسلم لها ومنه قول الله أن تبسل نفس بما كسبت وقال الشنفري :


هنالك لا أرجو حياة تسرني سجيس الليالي مبسلا بالحرائر

والبسل أيضا بمعنى الحرام قال الشاعر [ ص: 96 ] :


فجارتكم بسل علينا محرم     وجارتنا حل لكم وحليلها

ولهذا سمي الرجل الشجاع باسلا وتأويله أن يكون ممنوعا من قرنه محرما عليه قرنه .

فأما قول عمر في دعائه آمين وبسلا فمعناه إيجابا يا رب وتحقيقا له وهو أن يدعو الداعي فإذا فرغ من دعائه قال : آمين وبسلا قال الرجز :


لا خاب من نفعك من رجاكا     بسلا وعادى الله من عاداكا

وكان رد عمر بيع أصول النخل على وجه النظر للورثة والإبقاء عليهم ورأى أن يبيع ثمرها ثلاث سنين فيقضي منه دينه أي يؤاجرها .

والحديث إن جاء بلفظ البيع فالمراد به الإجارة وبيع المنفعة كبيع العين.

التالي السابق


الخدمات العلمية