الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عمر أن عليا رضي الله عنهما أرسل أم كلثوم إليه وهي صغيرة فجاءته فقالت : إن أبي يقول لك : هل رضيت الحلة فقال : نعم قد رضيتها .

حدثنيه الحسن بن عبد الرحيم أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا قتيبة أخبرنا الليث عن هشام به سعد عن عطاء الخراساني . كان عمر قد خطب إلى علي ابنته أم كلثوم فقال علي : إنها صغيرة وإني مرسلها إليك حتى تنظر إلى صغرها فأرسلها إليه فلما نظر إليها قال : قد رضيت الحلة يكني بذلك عنها وقد يكنى عن النساء بالثياب واللباس . قال الله عز وجل : هن لباس لكم وأنتم لباس لهن [ ص: 101 ] .

وأخبرني بعض أصحابنا عن إبراهيم بن محمد بن عرفة النحوي في قوله : وثيابك فطهر  معناه نساءك طهرهن . ويقال : نفسك طهرها لأن الثياب يكنى بها عن النفس أنشدني بعضهم أنشدنا ابن الأنباري :


رموها بأثواب خفاف فلن ترى لها شبها إلا النعام المنفرا

يريد بأنفس خفاف وقال آخر :


ألا أبلغ حفص رسولا     فدى لك من أخي ثقة إزاري

أي نفسي ويقال : بل أراد فدى لك أهلي وكلاهما وجه . ومن هذا قول البراء بن معرور حين قال رسول الله للأنصار ليلة العقبة : "أبايعكم على أن تمنعوني مما تمنعون منه نساءكم وأبناءكم" فأخذ البراء بن معرور بيده ثم قال : نعم والذي بعثك بالحق لنمنعنك مما نمنع منه أزرنا أي أنفسنا ونساءنا .

والحلة : ثوبان إزار ورداء ولا تسمى حلة حتى تكون جديدة تحل عن طيها.

التالي السابق


الخدمات العلمية