هذا حديث يرويه محمد بن حجر بن عبد الجبار بن وائل بن حجر الحضرمي عن عمه سعيد بن عبد الجبار عن أبيه عبد الجبار بن وائل عن أمه عن وائل بن حجر حدثنيه غير واحد من أصحابنا منهم القاسم بن محمد قال حدثنا الهيثم بن كليب نا أبو حاتم الرازي نا محمد بن حجر بن عبد الجبار . . . الحديث بطوله.
قوله: يستسعى: أي يولى أمر الصدقات ويقال للمصدق الساعي قال الشاعر:
يا أيها الساعي على غير قدم
وقوله: يترفل معناه يترأس قال ذو الرمة:إذا نحن رفلنا امرأ ساد قومه     وإن لم يكن من قبل ذلك يذكر 
واختلفوا في تفسير هذه الأسماء فقال لي كعيدنة بن مرفد رجل من أهل اليمن إنها بلاد من حضرموت أقطعها النبي صلى الله عليه إياهم وقال لي: أنا أعرف محجر؛ وهي قرية معروفة فيها. وقال لي غيره من أهل حضرموت بل هو المحجن.
والاحتجان الاحتظار للشيء وقال أبو عمرو هو المحجر وهو الحديقة والمحاجر الحدائق وأنشد للبيد:
بكرت به جرشية مقطورة     تروي المحاجر بازل علكوم 
فهممت أن أغشى إليها محجرا     ولمثلها يغشى إليها المحجر 
وأما العرمة فهي المسناة قاله أبو عبيدة قال ويجمع على العرم ومنه قوله تعالى: فأرسلنا عليهم سيل العرم وأنشد لأبي سفيان بن الحارث:
فمزقهم ربهم في البلا     د وغرق فيها الزروع العرم 
سقى مطفئات المحل جودا وديمة     عظام ابن ليلى حيث كان رميمها 
فأمرع منها كل واد وتلعة     سوائل خضر مزهئر عميمها 
[ ص: 151 ] يريد مزهار فهمز لئلا يلتقي الساكنان وكان الأعمش يقرأ: مدهأمتان وقرأ أيوب السختياني ولا الضألين أنشدني أبو عمر عن ثعلب:
يا قوم إني قد رأيت عجبا     حمار قبان يسوق أرنبا 
خاطمها زأمها أن تهربا 
يريد زامها من الزمام فهمز لئلا يلتقي الساكنان.
والعباهل الملوك وقد فسره أبو عبيد وفسر قوله: "لا شغار ولا وراط" .
وأما قوله: ما يحمل القراب من التمر فإن الرواية هكذا جاءت بالباء ولا موضع للقراب هاهنا.
إنما القراب قراب السيف. وأراه القراف بالفاء جمع قرف وقد يجمع أيضا على القروف وهي أوعية من جلود يحمل فيها الزاد للأسفار قال الشاعر: هو معقر بن حمار البارقي.
وذبيانية وصت بنيها     بأن كذب القراطف والقروف 
وقوله: إلى المهاجر بن أبو أمية فقد كان حقه في الإعراب أن يقال ابن أبي أمية لأنه مضاف إلى أبيه ولكن لاشتهاره ترك على حاله كما قيل علي بن أبو طالب.
وأخبرنا ابن الأعرابي نا العباس الدوري نا يحيى بن معين قال كان إسماعيل بن أبي خالد يقول حدثنا قيس بن أبو حازم.
قال أبو سليمان في حديث النبي صلى الله عليه: أنه ذكر قصة الدجال التي حكاها عن تميم الداري عن ابن عم له ركب البحر وأنه رآه في جزيرة من البحر مكبلا بالحديد بأزورة ورأى دابة يواريها شعرها فقالوا ما أنت قالت أنا الجساسة .. في حديث فيه طول.
حدثناه أبو علي الصفار نا الحسن بن مكرم نا إسماعيل بن عمر أبو المنذر نا قرة بن خالد عن سيار أبي الحكم عن الشعبي عن فاطمة بنت قيس عن النبي صلى الله عليه.
قال أبو عمرو: واحد الأزورة زوار وهو حبل يجعل بين التصدير والحقب ويدعى ذلك الحبل أيضا الشكال.
يقال شكلت عن البعير وهو أن تجعل بين الحقب والتصدير خيطا ثم تشده لكيلا يدنو الحقب من الثيل والمعنى أنه رآه وقد جمعت يداه إلى صدره فشدت هناك [ ص: 153 ] .
والزيار أيضا كاللبب للدابة والشيء الذي يشد به البيطار جحفلة الدابة إذا أراد بزغها يسمى أيضا زيارا ويقال إن هذه الدابة إنما تدعى الجساسة لأنها تجسس الأخبار للدجال أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن مالك نا بشر بن موسى نا الحميدي نا سفيان ثنا مجالد عن الشعبي عن فاطمة عن النبي صلى الله عليه: أن تميما الداري حدثه عن ابن عم له ركب البحر وذكر الحديث:
قال ورأى الجساسة دابة أهدب القبال يريد كثرة الشعر في قبالها وهو الناصية والعرف ونحوه ونحو ذلك من مقدمها وقبال الشيء وقبله ما استقبلك منه ومنه قبال النعل وهو زمامها وروي عن عبد الله بن عمر أنه قال: الدابة الهلباء التي كلمت تميما هي دابة الأرض التي تكلم الناس وفي رواية أخرى أنه قال لهم أخبروني عن نخل بيسان هل أطعم؟ قالوا نعم قال فأخبروني عن حمة زغر هل فيها ماء؟ قالوا نعم تتدفق جنبتاها.
قوله: أطعم معناه أثمر ما يطعم والحمة العين وهي حمة زغر معروفة.
				
						
						
