الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عمر: إن السائب بن الأقرع قال : وردت عليه المدينة بخبر فتح نهاوند فلما رآني ناداني من بعيد ويحك ما وراءك فوالله ما بت هذه الليلة إلا تغويرا . قلت أبشر بفتح الله [ ص: 114 ] ونصره . قال : وكنت حملت معي سفطين من الجوهر ففتحهما كأنه النيران يشب بعضه بعضا .

حدثنيه الحسن بن عبد الرحيم أخبرنا إسحاق بن إبراهيم أخبرنا قتيبة أخبرنا عمرو بن محمد العنقري أخبرنا أبو بكر الهذلي عن الحسن وابن سيرين إلا أن ابن عبد الرحيم قال : تغريرا .

ورواه محمد بن إسحاق بن يسار فقال : تغويرا وهو الصواب .

قال الأصمعي: يقال : غور الرجل تغويرا إذا قال : والتغوير القائلة يريد أنه لم ينم تلك الليلة إنما كان نومه من النهار قائلة وقال الراعي :


ونحن إلى دفوف مغورات نقيس على الحصا نطفا بقينا

يريد إبلا قوائل استراحت ساعة ثم ارتحلت . ومن رواه تغريرا جعله من الغرار وهو النوم القليل . يقال : ما ينام المريض إلا غرارا .

وقوله يشب بعضه بعضا يريد أنه كان يتلألأ ويتوقد كالنار ضياء ونورا . يقال : شببت النار إذا أوقدتها.

التالي السابق


الخدمات العلمية