الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عثمان أن عائشة ذكرته فقالت مقوتموه مقو الطست ثم قتلتموه .

حدثنيه عبد العزيز بن محمد أخبرنا ابن الجنيد أخبرنا قتيبة أخبرنا حماد بن زيد عن الزبير بن خريت عن عبد الله بن شقيق العقيلي .

يقول مقوت الطست إذا جلوته ومقوت السيف إذا صقلته ومثله مهوت السيف وذلك أنهم قد نقموا عليه في أشياء وعاتبوه عليها فأعتبهم وخرج إليهم نقيا من العيب كالطست المجلو من الدرن وهذا كقولها في خطبة لها مصتموه كما يماص الثوب ثم عدوتم عليه الفقر الثلاث حرمة الإسلام وحرمة الشهر وحرمة الخلافة أي غسلتموه كما يغسل الثوب والفقر واحدتها فقرة .

قال ابن الأعرابي فيما ذكره أبو عمر عن أبي العباس عنه الفقرة القرمة قال وذلك أن القرم من الإبل إذا كان صعبا لا ينقاد قرم أنفه [ ص: 137 ] أي قطعت قرامته وهي جليدة فإن لم يلن قرم أخرى حتى يلين .

ورواه بعض أصحابنا عن يحيى بن أبي طالب قال عرضت هذا الكلام على ابن الأعرابي فقال هذا مثل وذلك أن البعير إذا ند وضع عليه الفقار ليلين فإن هو لان وإلا وضع عليه فقار آخر فإن لان وإلا وضع عليه الفقار الثالث أي الحبل .

قال أبو سليمان وبيان ذلك ما أوضحه الأصمعي يقال الفقر أن يحز أنف البعير حتى يخلص إلى العظم أو قريب منه ثم يلوى عليه جرير .

قال ومنه قولهم عملت به الفاقرة .

وروي عن عثمان أنهم لما عاتبوه في أمر عمار اعتذر إليهم وقال : "تناوله رسولي من غير أمري فهذه يدي لعمار فليصطبر" أي فليقص مقدار ما ضرب .

وأخبرنا ابن الأعرابي أخبرنا الزعفراني أخبرنا عبد الجبار بن العلاء أخبرنا سفيان عن مسعر عن عبد الملك عن النزال قال سمعت عثمان يقول : "أتوب إلى الله" .

التالي السابق


الخدمات العلمية