وقال في حديث أبو سليمان طلحة أنه اشترى غلاما بخمس مائة درهم وأعتقه من فلان بن فلان العبشمي اشترى منه فتاه دينارا بخمس مائة درهم بالحسب والطيب طلحة بن عبيد الله ودفع إليه الثمن وأعتقه لوجه الله فليس لأحد عليه سبيل إلا سبيل الولاء. فكتب هذا ما اشترى
حدثنيه عبد الله بن شاذان الكراني نا عبد الله بن شبيب نا زكريا بن يحيى المنقري نا نا الأصمعي عن أبو الجراح المهري أبي جهضم موسى بن سالم.
قوله بالحسب والطيب معناه أنه بيع رغبة وطيب نفس لا بيع ضغط وإكراه والحسب الكرامة يقال حسبت الرجل أي أكرمته.
أخبرنا نا ابن الأعرابي أخبرنا عباس الدوري أخبرنا يحيى بن معين عن الأصمعي قال سمعت شعبة سمال بن حرب يقول ما حسبوا ضيفهم يريد ما أكرموه.
ومن هذا قولهم رجل حسيب أي كريم والحسب والكرم من قبل النفس والمجد والشرف من قبل الآباء.
وقال بعض أهل اللغة: الحسيب من يحسب لنفسه أفعالا ومآثر جميلة [ ص: 215 ] قال غيره: الحسب أصله الكثرة ومنه اشتق الحساب قال ويقال للجمع الكثير من الناس حساب وأنشد للهذلي يصف رجلا غشيه العدو وهو نائم.
فلم ينتبه حتى أحاط بظهره حساب ورجل كالجراد يسوم
ويقال: أحسبت الرجل إذا أكثرت له من العطاء حتى يقول حسبي قال الشاعر:ونقفي وليد الحي إن كان جائعا ونحسبه إن كان ليس بجائع
.
وأخبرني أنبأنا أبو عمر عن أبو العباس عن ابن الأعرابي أبي المكارم قال وما رأيت أفصح منه مذ ثلاثين سنة قال جاءنا ضيف في المليساء فقلنا له أتيتنا في المليساء وقد فات الغداء ولم يهيإ العشاء قال فانصرف ثم جاء بالعشي فأدخلناه وحسبناه وأحسبناه وأكثمناه وأوتلناه وكبيناه فلما انصرف نعمناه.
قال قال أبو عمر سألت أبو العباس عن هذا فقال المليساء نصف النهار. وقوله حسبناه أي ألقينا له حسبانة وهي [ ص: 216 ] الوسادة وأحسبناه أتيناه بما يحسبه أي يكفيه وأكثمناه أشبعناه من الطعام وأوتلناه أرويناه من الشراب وكبيناه بخرناه ونعمناه مشينا معه حفاة. ابن الأعرابي
وقال غيره: المليساء: وقت تنقطع فيه الميرة قال وهو شهر بين الصفرية والشتاء. وأنشد لزيد بن كثوة:
أفينا تسوم الساهرية بعدما بدا لك في شهر المليساء كوكب
تنعمت لما جاءني سوء فعلهم ألا إنما البأساء للمتنعم