الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه.

وقال أبو سليمان في حديث عبد الله بن عمر أنه جمع بنيه حين أشرى أهل المدينة مع ابن الزبير وخلعوا بيعة يزيد فقال لا يسارعن أحد منكم في هذا الأمر فيكون الصيلم بيني وبينه.  

حدثنيه علي بن عيسى المؤدب ثنا إبراهيم بن يحيى بن حماد نا عبدة بن عبد الله الخزاعي نا عبد الصمد بن عبد الوارث نا صخر بن جويرية عن نافع عن ابن عمر.

الصيلم الأمر العظيم وأصله من الصلم وهو القطع والاستئصال ويقال وقعة صيلمية أي شديدة مفنية ورماه الله بالصيلم وهي الداهية المنكرة وجاء فلان بالصيلم أي بالأمر العظيم. ومن هذا حديث عبد الله بن عمرو بن العاص وحدثنيه محمد بن نافع نا إسحاق بن أحمد الخزاعي نا الأزرقي بإسناد له قال: قال عبد الله بن عمر: اخرجوا يا أهل مكة قبل الصيلم. كأني به يعني الذي يهدم الكعبة أفيحج أفيدع أصيلع قائما عليها يهدمها بمسحاته [ ص: 392 ] .

وأخبرني أبو عمر أنا أبو موسى عن أبي العباس ثعلب قال والصيلم أيضا كالوجبة في الطعام يقال لا تأكل في اليوم إلا الصيلم والصيرم.

وأشرى معناه الخروج من طاعة السلطان أي صاروا كالشراة في فعلهم وإنما لزم الخوارج هذا اللقب لأنهم زعموا أنهم شروا دنياهم بالآخرة أي باعوها فهم شراة جمع شار.

التالي السابق


الخدمات العلمية