الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث ابن عمر : " أن سعيد بن يسار قال : قلت له : كيف تقول في التحميض ؟ قال : وما التحميض ؟ [قلت] : أن تؤتى المرأة في دبرها ، قال ابن عمر : هل يفعل ذلك أحد من المسلمين ؟   .

حدثنيه عبد العزيز بن محمد ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، نا قتيبة ، ثنا الليث ، عن الحارث بن يعقوب ، عن سعيد بن يسار [ ص: 401 ] .

أصل التحميض أن ترعى الإبل الخلة ، وهو من النبات ما لا ملوحة فيه حتى إذا ملته اشتهت الحمض ، وهو ما له ملوحة ، يقال : أحمضت الإبل إذا انتقلت من الخلة إلى الحمض ، أنشدني الغنوي أنشدنا ثعلب :


وخلة داويت بالإحماض .



قال : ويقال للرجل إذا جاء متهددا : أنت مختل فتحمض وأنشدنا :


كانوا مخلين فلاقوا حمضا .



كنى سعيد بالتحميض عن ذلك الفعل ، وشبه انتقاله عن المأتى المباح بانتقال الإبل عن الخلة إلى الحمض .

التالي السابق


الخدمات العلمية