الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث ابن عمر : أنه قال : " إن كنا لنلتقي في [ ص: 407 ] اليوم مرارا يسأل بعضنا بعضا ، وأن نقرب بذلك إلا أن نحمد الله "   .

حدثنيه عبد الله بن محمد ، أنا ابن الجنيد ، نا عبد الوارث ، عن عبد الله ، أخبرنا رجل ، عن مسعر ، ولم أسمعه منه ، عن علقمة بن مرثد عن ابن عمر .

قوله : نقرب أي نطلب ، والأصل في هذا طلب الماء ، ثم قالوا : فلان يقرب حاجته أي يطلبها .

أخبرني أبو عمر ، أنا ثعلب ، عن ابن الأعرابي قال : وأخبرنا المبرد عن المازني ، قالا : إذا بقيت ثلاث ليال إلى الورد ، فالأولى الحوز ، والثانية الطلق ، والثالثة القرب . قال بعض أهل اللغة : معناهم في هذا أن تقرب الإبل من الماء فتستعجل لوروده ، وأنشد للبيد :


عسلان الذئب أمسى قاربا برد الليل عليه فنسل

[وقال الأزهري : أن نقرب بذلك إلا أن نحمد الله أي ما نقرب بذلك إلا حمد الله أي ما نطلب] .

التالي السابق


الخدمات العلمية