الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث أبي هريرة أنه قال : إذا بلغ بنو أبي العاص ثلاثين كان دين الله دخلا ، ومال الله نحلا ، وعباد الله خولا   .

حدثنيه عبد الله بن محمد ، نا ابن الجنيد ، نا علي بن حجر ، نا إسماعيل بن جعفر ، عن العلاء بن عبد الرحمن ، عن أبيه ، عن أبي هريرة .

الدخل : الغش والفساد ، وأصله أن يدخل في الأمر ما ليس منه ، ومثله الدغل ، يقال : أدخل الرجل في أمره وأدغل بمعنى واحد ، يريد أنهم يدخلون في الدين أمورا ويحدثون أحكاما لم تجر بها السنة .

والنحل : ما كان من العطاء ابتداء على غير عوض ، يريد أنهم يعطون المال على الأثرة وحسن الرأي لا على الاستحقاق .

والخول : من كان استخدامه على سبيل قهر وذل ، جمع خائل .

[ ص: 437 ] .

يقال : خائل وخول ، كما قالوا : حارس وحرس وطالب وطلب ، والخائل القائم بالأمر والمتعهد له . ويقال : فلان خائل مال ، وخال مال إذا كان حسن القيام عليه ، وقد خلت المال أخوله خولا .

ومن هذا قول ابن مسعود : " كان رسول الله يتخولنا بالموعظة " .

قال ابن السكيت : معناه يصلحنا بها ويقوم علينا بها .

ويقال : إن أصل الخائل الراعي ، ثم كثر ذلك في كلامهم حتى صار اسما لكل من ألزم خدمة وأكره عليها .

التالي السابق


الخدمات العلمية