الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث معاوية أنه قال لدغفل بن حنظلة : بم ضبطت ما أرى ؟ قال : بمفاوضة العلماء . قال : وما مفاوضة العلماء ؟ قال : كنت إذا لقيت عالما أخذت ما عنده وأعطيته ما عندي   .

حدثنيه ابن الزيبقي ، نا أبي ، عن أبيه ، نا الأصمعي ، عن أبي هلال الراسبي ، عن قتادة .

.

أخبرني بعض أصحابنا ، عن أبي عمر ، قال : أصل المفاوضة : المساواة قال [ ص: 531 ] :

ومنها شركة المفاوضة وذلك لأن كل واحد من الشريكين يساوي صاحبه فيما يستفيده ولا ينفرد بشيء منه دون صاحبه قال ومنه قول الشاعر :


لا يصلح الناس فوضى لا سراة لهم ولا سراة إذا جهالهم سادوا

أي لا تصلح أمورهم وهم أكفاء متساوون في الدرجة ليس لهم رئيس يقودهم فيصدروا عن أمره ، وينتهوا إلى رأيه .

[وقال اللحياني : يقال : أمرهم فوضى بينهم وفضى بينهم : أي سواء بينهم ، وأنشد :


طعامهم فوضى فضى في رحالهم     ولا يحسبون السر إلا تناديا

ويروى الشر] .

التالي السابق


الخدمات العلمية