الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
صفحة جزء
وقال أبو سليمان في حديث عائشة أنها قالت : لما قبض رسول الله صلى الله عليه ارتدت العرب قاطبة ، وعاد أصحاب رسول الله كأنهم معزى مطيرة في خفش   .

حدثنيه إبراهيم بن فراس ، نا موسى بن هارون ، نا الهيثم بن أيوب ، نا عبد العزيز ابن محمد الدراوردي ، نا عبد الواحد بن أبي عون ، عن موسى بن مناح ، عن القاسم بن محمد . قال موسى بن هارون : وحدثني أحمد بن إسماعيل الثقفي ، عن الدراوردي بإسناده فقال : في حفش ، ولم يقل في خفش .

أما الحفش : فإنه معروف وهو كالبيت الصغير ، وسمي حفشا لضيقه وانضمامه .

[ ص: 585 ] والتحفش : الاجتماع والانضمام . قال الأصمعي : تحفش القوم إذا اجتمعوا ، قال رؤبة :


بعد احتضان الحظوة الحفوش .



وأما الخفش : بالخاء معجمة فلا أراه شيئا إنما هو الخفش مفتوحة الخاء والفاء مصدر خفشت عينه خفشا أي في عمى وحيرة أو في ظلمة ليل أو نحو ذلك ، وإنما ضربت المثل بالمعزى لأنها من أضعف الغنم وأصردها على الندى والمطر .

وقال دغفل في بني مخزوم : معزى مطيرة علتها قشعريرة .

التالي السابق


الخدمات العلمية