وقال في حديث أبو سليمان أن رسول الله صلى الله عليه خطبها فقالت : أنا مصبية مؤتمة ، فتزوجها فكان يأتيها وهي ترضع زينب فيرجع ففطن لها عمار ، وكان أخاها من الرضاعة فدخل عليها فانتشط زينب من حجرها . وفي غير هذه الرواية : فاجتحفها وقال : دعي هذه المقبوحة المشقوحة التي قد آذيت رسول الله بها أم سلمة .
من حديث عن حماد بن سلمة ، ثابت ، عن عن ابن عمر ، أبي سلمة ، عن أبيه .
قولها : مصبية مؤتمة : أي ذات صبيان أيتام ، وكانت تحت أبي سلمة فتوفي عنها .
وقوله : فانتشط أي اجتذبها من حجرها ومنه نشط الدلو من البئر وهو جذبها إذا نزحت الماء . زينب :
ويقال : بئر نشطة : إذا كانت قريبة تخرج الدلو منها بجذبة واحدة وبئر أنشاط إذا كانت بعيدة القعر .
وقوله : اجتحفها : أي استلبها من حجرها . يقال : جحفت الكرة واجتحفتها من وجه الأرض .
ورواه عن الحسن بن علي الحلواني ، عبد الرزاق وأبي عاصم عن فاجتلحها ، قال : ثم شك ابن [ ص: 591 ] جريج : فقال : فاختلجها . أبو عاصم
وفي المشقوحة قولان : أحدهما أنه إتباع ، كقولك : حسن بسن وعطشان نطشان ، يقال : فلان قبيح شقيح ، وقبحا له وشقحا ، وقبحا له وشقحا وأقبح به وأشقح . قال الراجز :
أقبح به من ولد وأشقح مثل جري الكلب لا بل أقبح
ويروى لم يفقح .والإتباع في كلامهم على ضربين : أحدهما أن يقال : بغير واو كما يقال : حسن بسن ، وحار بار ، وكثير بثير ، وضال ثال .
والوجه الآخر : أن يفصل بين الكلمتين بواو كقولهم : جوعا له ونوعا ، وقبحا له وشقحا ، وما له عافطة ولا نافطة ، وما له حم ولا رم ، أي ما له شيء .
والقول الآخر في المشقوحة : أن يكون من سوء اللون وتغيره .
قال قولهم : شقيح هو المتغير اللون من قولك : شقح البسر إذا تغير عن الخضرة . أبو زيد :
وروى بإسناد له : الواقدي أن حيي بن أخطب لما جيء به إلى [ ص: 592 ] رسول الله صلى الله عليه جاءوا به مجموعة يده إلى عنقه عليه حلة شقحية قد لبسها للقتل فقال له رسول الله صلى الله عليه حين طلع : " ألم يمكن الله منك ؟ " . قال : بلى ولقد قلقلت كل مقلقل ، ولكن من يخذل الله يخذل .
فيقال : إنه أراد حلة حمراء ، وقد روي من طريق آخر أنه أتي به في حلة حمراء ، ويقال : بل أراد حلة لونها لون البسر إذا تغير عن الخضرة .