أخبرناه محمد بن هاشم، أخبرنا الدبري، عن عبد الرزاق، عن الثوري، عن عبد الرحمن بن الأصبهاني.
[ ص: 42 ]
هذا في الرجل يحلف على الشيء لا يفعله حينا، والحين: مدة من الزمان غير معلومة، فكان عكرمة يحده بستة أشهر.
ومعنى انتقرها: أي استخرجها، واستنبط علمها من كتاب الله، يريد قوله تعالى: تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ، قالوا: في كل ستة أشهر، وأصله من النقر، وهو البحث عن الشيء، والانتقار أيضا بمعنى الاختصاص، كقول طرفة:
............... لا ترى الآدب فينا ينتقر
فكأنه على هذا التأويل يقول: قد اختص عكرمة بها، وتفرد بعلمها، أو ما أشبه ذلك من الكلام.
ورواه عبد بن حميد، عن عبد الرزاق بإسناده سواء.
وقال: انتقرها عكرمة، يعني: أصاب.
قال أبو سليمان: وروي عن سعيد من غير هذا الوجه أنه ذكر له قول عكرمة هذا فقال: كذب العبد، فإن كان سعيد إنما ذهب في قوله: انتقرها عكرمة إلى تكذيبه، فمعناه أنه اقتالها من قبل نفسه، أو اختص بقول فيها لم يتابع عليه، أو نحو هذا من الكلام. والله أعلم.


