قوله: عوان، واحدتها عانية، وهي الأسيرة.
يقول: إنما هن عندكم بمنزلة الأسراء.
ويقال للرجل من ذلك: هو عان، وجمعه عناة [ ص: 408 ] .
ومنه حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "عودوا المريض، وأطعموا الجائع، وفكوا العاني" يعني الأسير، ولا أظن هذا مأخوذا إلا من الذل والخضوع؛ لأنه يقال لكل من ذل واستكان: قد عنا يعنو، وقال الله - تبارك وتعالى - : وعنت الوجوه للحي القيوم والاسم من ذلك العنوة، قال "القطامي" يذكر امرأة:
ونأت بحاجتنا وربت عنوة لك من مواعدها التي لم تصدق
[يقول استكانة لها، وخضوعا لمواعدها ثم لا تصدق] .ومنه قيل: أخذت البلاد عنوة، إنما هو بالقهر والإذلال
وقد يقال للأسير أيضا: الهدي، قال "المتلمس" يذكر "طرفة" ومقتل "عمرو بن هند" إياه بعد أن كان سجنه:
كطريفة بن العبد كان هديهم ضربوا صميم قذاله بمهند
ألا يا دار عبلة بالطوي كرجع الوشم في كف الهدي
يقال منه: هديت المرأة إلى زوجها أهديها هداء بغير ألف، قال "زهير بن أبي سلمى المزني":
فإن تكن النساء مخبآت فحق لكل محصنة هداء
لا يقال من الهدية إلا أهديت إهداء، ومن المرأة هديت.
وقد زعم بعض الناس أن في المرأة لغة أخرى: أهديت، والأول أفشى في كلامهم وأكثر [ ص: 410 ] .