قال: حدثناه يحيى بن سعيد، عن حميد الطويل، عن الحسن، عن مطرف بن عبد الله بن الشخير، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سئل عن [ ص: 145 ] ذلك، فقال: "ضالة المؤمن أو المسلم حرق النار".
قال أبو عبيدة: قوله: الهوامي: المهملة التي لا راعي لها، ولا حافظ.
يقال منه: ناقة هامية، وبعير هام، وقد همت تهمي هميا: إذا ذهبت على وجوهها في الأرض لرعي أو غيره.
وكذلك كل ذاهب وسائل من ماء أو مطر، وأنشد لطرفة، ويقال للمرقش:
فسقى ديارك غير مفسدها صوب الربيع وديمة تهمي
أي تسيل، وتذهب [ ص: 146 ] .وقال أبو عمرو مثله، أو نحوه.
[وقال] الكسائي، وأبو زيد: همت عينه تهمي هميا: إذا سالت، ودمعت، وهو من ذلك أيضا.
قال أبو عبيد: وليس هذا من الهائم.
إنما يقال من الهائم: هام يهيم، وهي إبل هوائم، وتلك التي في الحديث هوامي، إلا أن تجعله من المقلوب، كما قالوا: جذب وجبذ، وضب وبض: إذا سال الماء وغيره، وأشباه ذلك.


