وهذا حديث يروى عن إبراهيم بن أبي عبلة الشامي، عن فلان بن الغريف، قال:
قلنا حدثنا عن رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] حديثا ليست فيه زيادة ولا نقصان. لواثلة بن الأسقع
فقال: ومن يستطيع أن يحدث حديثا ليست فيه زيادة إلا أنا.
"أتينا رسول الله [ - صلى الله عليه وسلم - ] يوما، فقلنا: إن صاحبا لنا أوجب، فقال: "مروه فليعتق رقبة".
قوله: أوجب: يعني ركب كبيرة أو خطيئة موجبة يستوجب بها النار.
يقال في ذلك للرجل: قد أوجب، وكذلك الحسنة يعملها توجب له الجنة.
فيقال لتلك الحسنة، و [تلك] السيئة موجبة.
ومنه حديثه في الدعاء: "اللهم إني أسألك موجبات رحمتك" [ ص: 441 ] .
ومنه حديث "إبراهيم": "كانوا يرون أن المشي إلى المسجد في الليلة المظلمة ذات المطر والريح أنها موجبة".
قال حدثناه [أبو عبيد] : جرير، عن أبي معشر، عن إبراهيم.
قال وهذا من أعجب ما يجيء من الكلام: أن يقال للرجل: قد أوجب، وللحسنة والسيئة قد أوجبت. "أبو عبيد":
وهذا مثل قولهم: قد تهيبني [الشيء] ، وقد تهيبت الشيء بمعنى واحد، وقال الشاعر: [وهو تميم بن مقبل] :
وما تهيبني الموماة أركبها إذا تجاوبت الأصداء بالسحر
أراد: وما أتهيبها [ ص: 442 ] .