قوله: "تكفرن العشير ": يعني الزوج، سمي عشيرا؛ لأنه يعاشرها، وتعاشره، وقال الله - تبارك وتعالى - : لبئس المولى ولبئس العشير وكذلك حليلة الرجل هي امرأته، وهو حليلها، [ ص: 74 ] سميا بذلك؛ لأن كل واحد منهما يحال: يعني أنهما يحلان في منزل واحد، وكذلك كل من نازلك أو جاورك، فهو حليلك، وقال الشاعر:
ولست بأطلس الثوبين يصبي حليلته إذا هدأ النيام
فهو ها هنا لم يرد بالحليلة امرأته؛ لأنه ليس عليه بأس أن يصبي امرأته، إنما أراد جارته؛ لأنها تحاله في المنزل.ويقال أيضا: إنما سميت الزوجة حليلة؛ لأن كل واحد منهما محل إزار صاحبه [ ص: 75 ] .
وكذلك الخليل سمي خليلا؛ لأنه يخال صاحبه من الخلة، وهي الصداقة يقال منه: خاللت الرجل خلالا، ومخالة، ومنه قول "امرئ القيس ".
ولست بمقلي الخلال ولا قال
يريد بالخلال المخالة
ومنه الحديث المرفوع:
قال: حدثنيه عن "ابن مهدي" "زهير بن محمد" عن "موسى ابن وردان" عن عن النبي - صلى الله عليه وسلم - [ ص: 76 ] أنه قال: "أبي هريرة"
"إنما المرء بخليله - أو [قال] : على دين خليله - الشك من "أبي عبيد" - فلينظر امرؤ من يخال ".
[قال] : وكذلك القعيد من المقاعدة، والشريب والأكيل من المشاربة والمؤاكلة، وعلى هذا كل هذا الباب.