أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟
فقال: "كان في عماء، تحته هواء، وفوقه هواء" [ ص: 227 ] . حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : حين سأله
قال: حدثناه "يعقوب بن إسحاق الفارسي" وغيره عن عن "حماد ابن سلمة" عن "يعلى بن عطاء" "وكيع بن حدس ".
وكان يقول في غير هذا الحديث: "عدس" [لهذا الرجل] عن عمه "أبي "هشيم" رزين [العقيلي] " عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :
العماء في كلام العرب: السحاب الأبيض. قوله: "في عماء "،
قاله وغيره، وهو ممدود. "الأصمعي"
وقال "الحارث بن حلزة [اليشكري] ":
وكأن المنون تردي بنا أعـ صم صم ينجاب عنه العماء
.[ ص: 228 ] يقول: هو في ارتفاعه قد بلغ السحاب، فالسحاب ينشق عنه.
يقول: نحن عصم في عزنا، وامتناعنا مثل الأعصم، من أرادنا بالمنون، فكأنما يريد أعصم. وقوله: أعصم،
وقال "زهير" يذكر ظباء أو بقرا:
يشمن بروقه وبرش أرى الـ ـجنوب على حواجبها العماء
[ ص: 229 ] وإنما تأولنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عندهم، ولا ندري كيف كان ذلك العماء، وما مبلغه، والله أعلم بذلك.
وأما العمى في البصر، فإنه مقصور، وليس هو من معنى الحديث في شيء [ ص: 230 ] .