الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
197 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : حين سأله أبو رزين العقيلي :

أين كان ربنا قبل أن يخلق السماوات والأرض؟  

فقال: "كان في عماء، تحته هواء، وفوقه هواء"
[ ص: 227 ] .

قال: حدثناه "يعقوب بن إسحاق الفارسي" وغيره عن "حماد ابن سلمة" عن "يعلى بن عطاء" عن "وكيع بن حدس ".

وكان "هشيم" يقول في غير هذا الحديث: "عدس" [لهذا الرجل] عن عمه "أبي رزين [العقيلي] " عن النبي - صلى الله عليه وسلم - :

قوله: "في عماء "،  العماء في كلام العرب: السحاب الأبيض.

قاله "الأصمعي" وغيره، وهو ممدود.

وقال "الحارث بن حلزة [اليشكري] ":


وكأن المنون تردي بنا أعـ صم صم ينجاب عنه العماء

.

[ ص: 228 ] يقول: هو في ارتفاعه قد بلغ السحاب، فالسحاب ينشق عنه.

وقوله: أعصم،  يقول: نحن عصم في عزنا، وامتناعنا مثل الأعصم، من أرادنا بالمنون، فكأنما يريد أعصم.

وقال "زهير" يذكر ظباء أو بقرا:


يشمن بروقه وبرش أرى الـ     ـجنوب على حواجبها العماء

.

[ ص: 229 ] وإنما تأولنا هذا الحديث على كلام العرب المعقول عندهم، ولا ندري كيف كان ذلك العماء، وما مبلغه، والله أعلم بذلك.

وأما العمى في البصر، فإنه مقصور، وليس هو من معنى الحديث في شيء [ ص: 230 ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية