222 - وقال "أبو عبيد" في حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - : "أنه خطبهم على راحلته، وإنها لتقصع بجرتها" [ ص: 302 ] .
قال حدثنيه "يزيد" عن "ابن أبي عروبة" عن "قتادة" عن "شهر بن حوشب" عن "عبد الرحمن بن غنم" عن "عمرو ابن خارجة" شهده من النبي - صلى الله عليه وسلم - :
قوله: "تقصع بجرتها "، القصع: ضمك الشيء على الشيء، حتى تقتله، أو تهشمه.
ومنه قصع القملة.
ومنه قيل للغلام إذا كان بطيء الشباب: قصيع.
يقول: إنه مردد الخلق بعضه إلى بعض، فليس يطول.
وإنما قصع الجرة شدة المضغ، وضم بعض الأسنان على بعض.
والجرة ما تجتره الإبل فتخرجه من أجوافها؛ لتمضغه، ثم ترده [ ص: 303 ] في أكراشها بعد الجرة، أي بعد أن تجتره.
وفي هذا الحديث من الفقه خطبته - صلى الله عليه وسلم - على ظهر الناقة.
وهذا رخصة في الوقوف على الدواب إذا كان ذلك لحاجة إليه [ ص: 304 ] .
قال: وأخبرني "عبد الرحمن بن مهدي" عن "مالك بن أنس" قال:
الوقوف على ظهور الدواب "بعرفة" سنة، والقيام على الأقدام رخصة.


